} اندلعت المعارك بين القوات المقدونية والمقاتلين الألبان غرب العاصمة المقدونية سكوبيا، فيما تصاعدت المخاوف من ان تنسف هذه الحوادث الدامية مفاوضات السلام المتعثرة اصلاً بين الطرفين السياسيين المقدوني والألباني. أغلقت السلطات المقدونية الطريق الرئيسة التي تربط بين غرب العاصمة سكوبيا ومدينة تيتوفو، بعدما شهدت المنطقة اشتباكات واسعة بين القوات الحكومية والمقاتلين الألبان، بالاسلحة الرشاشة وقذائف مدافع الهاون. وبحسب المصادر الحكومية، فإن عشرة جنود قتلوا على الاقل وجرح آخرون، كانوا ضمن قافلة عسكرية تعرضت لمكمن نصبه "متمردو جيش التحرير الوطني" لألبان مقدونيا، عند قرية غروبتشين، على بعد 30 كلم غرب سكوبيا على الطرق المؤدية الى تيتوفو، صباح امس. وأكد مصدر عسكري مقدوني ان الطرفين، القوات الحكومية والمقاتلين الألبان، تبادلا النيران بكثافة، كما استخدم الجيش المقدوني المروحيات في قصف مواقع المقاتلين. ونقل التلفزيون الرسمي، عن مصادر الشرطة ان المقاتلين الألبان خطفوا خمسة مدنيين مقدونيين كانوا يعملون في تعبيد طريق بالقرب من تيتوفو. وأدّت هذه الاشتباكات، الاولى من نوعها بهذه الضراوة في المنطقة، الى تزايد المخاوف لدى سكان سكوبيا من امتداد المعارك الى داخل العاصمة، خصوصاً بعدما هاجمت القوات الحكومية مجموعة من المقاتلين الألبان في حي تشاير - غازي بابا الشمالي الغربي، وقتلت خمسة مقاتلين واعتقلت آخرين اول من امس، وهي الادوات التي وصفها النائب الألباني مفلان طاهري القايدي في "الحزب الديموقراطي الألباني" بزعامة اربن جعفيري بأنها "مجزرة"، بينما اعتبرتها الحكومة المقدونية "اجراء ضد الارهابيين". ويخشى من ان تنسف هذه الحوادث الدامية، مفاوضات السلام الصعبة الجارية منذ 12 يوماً بين الطرفين السياسيين: المقدوني والألباني في منتجع اوخريد والتي تواجه مشكلات شديدة، اضافة الى تقويض الهدنة الهشة بين القوات الحكومية والمقاتلين الألبان. وكان الوسيطان: الاميركي جيمس بارديو والأوروبي الفرنسي فرانسوا ليوتار، التقيا امس، في صورة منفردة مع زعماء الاحزاب المقدونية والألبانية في محادثات التسوية السلمية، وطلبا منهم الكف عن الأمور المؤدية الى اثارة خلافات جديدة "والانصراف الى صوغ الاتفاق" الذي ينبغي توقيعه رسمياً غداً الجمعة في سكوبيا بحضور كل من منسق الشؤون الامنية والخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والأمين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون، باعتبارهما شاهدين عليه.