بذل المقاتلون الألبان محاولة جديدة للاستيلاء على كل من: منطقة الينابيع التي تتزود سكوبيا منها مياه الشرب ومدينة تيتوفو المهمة، فيما تزايدت الشكوك في تنفيذ اتفاق التسوية السلمية للأزمة المقدونية الذي ستوقع مسودته في الموعد المقرر لذلك اليوم. اندلعت معارك عنيفة بين القوات المقدونية والمقاتلين الالبان شمال العاصمة سكوبيا وغربها امس، وذلك بعد هدوء نسبي على خطوط التماس كافة. وبث تلفزيون سكوبيا الرسمي، ان المقاتلين الالبان هاجموا مركزاً للشرطة في قرية ليوبانسي 15 كلم عن شمال وسط سكوبيا القريبة من منطقة رادوشا حيث الينابيع التي تتزود العاصمة منها غالبية ما تحتاج اليه من مياه الشرب. وأضاف ان الاشتباكات العنيفة عادت الى مدينة تيتوفو والطريق الرئيسة التي تربطها بسكوبيا. وحلقت الطائرات الحربية والمروحيات القتالية بكثافة فوق شمال سكوبيا حيث دارت المعارك. ورأى مراقبون ان تجدد الاشتباكات يعود الى محاولة جديدة من المقاتلين الالبان للسيطرة على احياء من تيتوفو والطرق المؤدية اليها، بسبب اهمية المدينة التي يعتبرها الالبان في مقدونيا عاصمة لهم، وذلك بعدما اخفقوا الاسبوع الماضي في مواصلة تحكمهم باحيائها الجنوبية. كما يسعى المقاتلون الى التحكم بمياه الشرب الخاصة بسكوبيا، من خلال السيطرة على مصادرها، بعدما تمكنوا من التحكم بمصادر المياه الخاصة بكومانوفو الشمالية. وبعث الرئىس بوريس ترايكوفسكي رسالة الى كل من الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان والأمين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون، اتهم فيها قوات حفظ السلام كفور التي يقودها الحلف الاطلسي في كوسوفو بأنها "لا تنفذ التزاماتها بمنع تسلل المقاتلين والاسلحة الى مقدونيا". وأشارت الرسالة الى ان "ما بين 600 وألف مسلح من المقاتلين السابقين في جيش تحرير كوسوفو تسللوا الى مقدونيا خلال الايام الثلاثة الاخيرة". وطلب الرئىس المقدوني في رسالته "غلق مقرات ومعسكرات تدريب المقاتلين الالبان في مقدونيا، الموجودة في كوسوفو". وشكك الناطق باسم الحكومة المقدونية انتونيو ميلوشيفسكي، في توافر الفرص المناسبة لتوقيع اتفاق السلام "بسبب استمرار العمليات العسكرية للارهابيين الالبان ضد قوات الجيش والشرطة المقدونية". ونقلت محطات تلفزيونية في سكوبيا عن ديبلوماسيين غربيين، انهم لا يتوقعون ان يقوم كل من: منسق الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والأمين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون بزيارة مقدونيا اليوم، من اجل حضور التوقيع على مسودة اتفاق التسوية السلمية التي تم ابرامها في منتجع اوخريد الاسبوع الماضي من جانب زعماء الاحزاب الرئىسة المقدونية والالبانية باشراف الوسيطين: الاميركي جيمس بارديو والاوروبي الفرنسي فرانسوا ليوتار. وذكر التلفزيون الرسمي، نقلاً عن مصادر حكومية مطلعة، انه، على رغم المعوقات التي "وضعها الإرهابيون" امام فرص السلام، فإن الطرف المقدوني سيوقع الاتفاق "تنفيذاً لالتزاماته للوسطاء الدوليين". وساد الاعتقاد في سكوبيا، انه حتى لو تم توقيع الاتفاق اليوم، فإنه من الصعب جداً ان يتم تشريعه من جانب نواب البرلمان الذين غالبيتهم من السلافيين المقدونيين او حصوله على تأييد الناخبين في حال عرضه على الاستفتاء الشعبي.