صعد المقاتلون الألبان من هجماتهم على القوات الحكومية داخل مدينة تيتوفو في محاولة للسيطرة عليها ما أدى الى مقتل سبعة اشخاص على الاقل امس، فيما تفاقم هيجان الشارع المقدوني ضد كل ما هو ألباني وغربي، ما رجح خيارات الحرب على فرص السلام. أعلنت الحكومة المقدونية، ان جندياً قتل وجرح آخران امس، في اشتباكات متواصلة بين القوات الحكومية والمقاتلين الألبان داخل مدينة تيتوفو وحولها. وذكرت مصادر المستشفيات في تيتوفو ان ستة ألبان قتلوا وجرح عدد آخر، نتيجة هذه الاشتباكات التي تركزت في القسم الجنوبي من المدينة. وتشكل تيتوفو 40 كيلومتراً غرب سكوبيا هدفاً مهماً للمقاتلين باعتبارها اكبر مدينة ذات غالبية سكانية ألبانية في مقدونيا، اضافة الى ما تتمتع به من مكانة متميزة لتضمنها مقرات الاحزاب والمنظمات الثقافية والاجتماعية والجامعة الألبانية الوحيدة في مقدونيا. وأدت الاحداث الدموية الراهنة الى تعزيز موقف الجماعات المتشددة بين الطرفين. فقد ايّد اجتماع ل"مجلس الأمن القومي المقدوني" وهو أعلى هيئة رسمية للقرار السياسي والعسكري في البلاد، موقف رئىس الحكومة المقدونية ليوبتشو غيورغيفسكي رئىس الحزب القومي الذي يدعو الى اعتماد الخيار العسكري". واعتبر المجلس ان "عدم احترام المتمردين قرار وقف النار الذي ابرمه حلف شمال الاطلسي، وضع صدقية الحلف امام شكوك جدية". وأعلن المجلس امس يوم حداد وطني عام في انحاء مقدونيا على الجنود والشرطة الذين قتلوا في اليومين الاخيرين. وعلى صعيد المقاتلين الألبان، اكد المتشدد "ليكا" الذي يقود الهجمات على القوات الحكومية في منطقة تيتوفو، ان الحركة المسلحة الألبانية "ستستمر حتى تعترف الحكومة المقدونية بحقوق الشعب الألباني". وشهدت العاصمة سكوبيا ومدن اخرى في الجنوب بينها بريليب وكريشيفو وبيتولا، تظاهرات صاخبة اتسمت بالعنف الشديد ضد الألبان وممتلكاتهم. ورفع المشاركون فيها شعارات نددت بالولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي. وساد الاعتقاد في مقدونيا ان حوادث العنف الاخيرة، العسكرية والشعبية، وجهت ضربة الى ما تم الاتفاق عليه في شأن التسوية السلمية للأزمة المقدونية، إثر المحادثات المضنية بين الاحزاب السياسية المقدونية والألبانية باشراف الوسيطين الاميركي جيمس بارديو والاوروبي فرانسوا ليوتار، والذي اعلن موعد توقيعه الاثنين المقبل. ووصف الوسيط ليوتار تدهور الوضع ميدانياً بأنه "سبب ضربة قوية للاتفاق، قد تقوض عملية السلام برمتها".