استأنفت التحقيقات في حادث تفجير المدمرة الأميركية "كول" في عدن مسارها، بعدما تعرقلت لبضعة أيام اثر عودة فريق المحققين التابعين لمكتب التحقيق الفيديرالي اف بي آي. وعزت مصادر يمنية مطلعة ذلك إلى خلافات على طريقة متابعة التحقيق وفقاً للاتفاق الجديد بين الجانبين. وأشارت المصادر إلى أن المحققين الأميركيين اعتادوا المطالبة بامتيازات وأفضليات تتجاوز ما يتفق عليه، لكن السلطات اليمنية ترفض مطالبهم. وأضافت ان الجانب اليمني لا يزال مصراً على ضرورة احالة ملف المتهمين الثمانية إلى القضاء، ومواصلة التحقيق في شأن بقية المتهمين المتوارين وملابسات الحادث. لكن الجانب الأميركي يصرّ على تأجيل احالة الملف في انتظار اكتمال عناصر التحقيق والكشف عن جميع المتورطين في الهجوم على المدمرة والجهة التي تقف وراءه. وكانت المؤشرات التي توصل إليها المحققون دلت إلى تورط جماعة اسامة بن لادن في التخطيط للعملية وتمويلها، وحدد انتماء المنفذين إلى جماعة "الجهاد الإسلامي" في اليمن. من جهة أخرى، تواصل أجهزة الأمن اليمنية تحرياتها بهدف الكشف عن الغموض في عملية خطف الديبلوماسي الألماني مساعد الملحق التجاري في سفارة المانيا في صنعاء منذ نحو أسبوعين. وهو كان خطف على أيدي مسلحين ولا يزال مكان احتجازه مجهولاً ولم تتوصل السلطات الأمنية إلى تحديد مرتكبي الحادث الذين نفذوا عملية الخطف في وسط صنعاء. وأكد مصدر أمني مطلع ل"الحياة" أن التحريات تشمل جميع المناطق القبلية التي حدثت فيها سوابق خطف. وتوقع الانتهاء من حالة الغموض التي تحدث للمرة الأولى في حادث خطف على مدى سنوات، خلال الساعات القليلة المقبلة. وكانت مصادر مطلعة ابلغت "الحياة" امس ان الرهينة الالماني بعث برسالة الى سفارة بلاده والسلطات اليمنية أكد فيها أنه بصحة جيدة في رعاية خاطفيه. وقالت إن الرسالة مؤرخة قبل 5 أيام من تسليمها. لكن المصادراكدت ان اجهزة الأمن لم تعلم بأي اتصالات بين الرهينة او الخاطفين من جهة وبين السفارة الالمانية في صنعاء. وقالت: "نحن على اتصال وتنسيق دائمين مع السفارة ومثل هذه المعلومات يفتقر إلى الدقة، ومن المصلحة ان تكون اجهزة الامن على علم بكامل التفاصيل".