بدأ محققون أميركيون استجواب المتهمين الأربعة الرئيسيين بحادث تفجير المدمرة "كول" في ميناء عدن، وأكدت مصادر مطلعة أن لدى الجانب الأميركي معلومات تشير إلى صلة وثيقة بين حادث المدمرة وتفجير السفارتين الأميركيتين في افريقيا. وقال مصدر في الحكومة اليمنية ل"الحياة" أمس، إن التحقيقات الأمنية في حادث تفجير المدمرة الأميركية "كول" في ميناء عدن في 12 تشرين الأول اكتوبر الماضي، انتهت واحيل ملف القضية والمتهمين غير الأساسيين وعددهم 6 إلى النيابة العامة لتستكمل سلطات التحقيق القضائي اجراءاتها، تمهيداً لمحاكمة ستُجرى على الأرجح بعد عيد الفطر المبارك. لكن مصادر في النيابة العامة رفضت تأكيد إحالة القضية إليها، وقالت ل"الحياة" إن هذه القضية ستأتي إلى النيابة عاجلاً أو آجلاً "فلماذا الاستعجال من جانب الصحافة"؟ وأكد مصدر قريب من أجهزة التحقيق في عدن أن أربعة متهمين أساسيين بالمشاركة في التخطيط لعملية الهجوم ضد "كول" لا يزالون رهن التحقيق من جانب فريق التحقيق الأميركي التابع لمكتب التحقيقات الفيديرالي بحضور ممثلين عن الأجهزة اليمنية، ولم تتم احالتهم إلى النيابة وفقاً لاتفاق رسمي بين الطرفين تم التوصل إليه يوم الأربعاء الماضي في صنعاء. وأشار المصدر إلى أن بين أفراد الدفعة الأولى من المتهمين الذين احيلت ملفاتهم إلى النيابة العامة ضباط أمن سيواجهون تهمة الاهمال والتسيب. وأوضح ان هؤلاء تابعون لمصلحة الأحوال المدنية في محافظة لحج، مشيراً إلى ان الآخرين لا يواجهون تهماً بالمشاركة الرئيسية في تنفيذ الهجوم على المدمرة أو التخطيط للعملية، ومن المرجح ان تطلق النيابة معظمهم. أما المتهمون الأساسيون الذين بدأ المحققون الأميركيون استجوابهم يوم السبت الماضي، فهم ينتمون إلى تيار "الجهاد الإسلامي" ويعتبرون من بقايا "الأفغان اليمنيين"، ويصل بعد غد الخميس محققون أميركيون آخرون لاستجوابهم مجدداً بمشاركة محققين يمنيين. وكان الاتفاق الأخير بين الطرفين أعطى تسهيلات مهمة للمحققين الأميركيين، فبات في إمكانهم أن يشاركوا في التحقيق والتحري والمتابعة المباشرة بما يضمن لهم الوصول إلى اجابات مقنعة للاحتمالات والفرضيات التي توصلوا إليها لملابسات حادث التفجير، خصوصاً أن لدى الجانب الأميركي معلومات تشير إلى صلات وثيقة بين حادثة "كول" وتفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كل من نيروبي ودار السلام عام 1998. واعتبر مسؤول يمني، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الاتفاق مع الجانب الأميركي "مسألة ملحة وضرورية لليمن"، وبالتالي فهو يندرج في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك من أجل الكشف عن ملابسات الحادث الذي أسفر عن مقتل 17 بحاراً أميركياً. وأشار المسؤول إلى أن الاتفاق سيؤدي إلى توصل المحققين من الجانبين إلى كشف الجهة المتورطة في الحادث الذي يُعتقد أن جماعات متشددة ومنظمة تقف وراءه. ورفض المسؤول توجيه الاتهام إلى أسامة بن لادن، إلا أنه لم يستبعد أن تكشف التحقيقات وجود علاقة لابن لادن بالحادث "ولكن حتى الآن لا يمكننا الجزم بذلك بصورة حاسمة".