لا يزال خاطفو الديبلوماسي الألماني رايتر بيرتز يحتجزونه في مكان مجهول منذ اختطافه من وسط صنعاء في 27 تموز يوليو الماضي، من دون ان تتوصل أجهزة الأمن عن تحديد الهوية الحقيقة للخاطفين ومكان احتجازه، فيما تبذل السفارة الألمانية بمعرفة السلطات اليمنية محاولات من جانبها للبحث عن الديبلوماسي المخطوف وفك "لغز" اختطافه بأي وسيلة ممكنة بعد حصولها على تأكيدات بأنه لا يزال حياً. وكانت وزارة الخارجية الألمانية اوفدت قبل أربعة أيام إلى اليمن السفيرة السابقة في صنعاء هيلغا استراخيفيتش على رأس فريق من المفاوضين التابعين لإدارة البحث الجنائي الألماني، استناداً الى أن للسفيرة السابقة علاقات واسعة مع السلطات اليمنية ورجال القبائل، وسبق لها أن نجحت في مفاوضات مع خاطفين قبليين في أكثر من حادث من هذا النوع خلال وجودها في منصبها حتى العام الماضي. وفيما أشارت مصادر قبلية يمنية ل"الحياة" الى احتمال أن تكون جماعة قبلية مسلحة خطفت الديبلوماسي الألماني لحساب جماعة إسلامية متشددة لأهداف سياسية، رفضت السلطات اليمنية تأكيد تورط جماعة متطرفة في الحادث، واعتبرت ان الخوض فيه مجرد تكهنات. وفي هذا السياق، استقبل أمس وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي السفيرة استراخيفيتش وطمأنها الى أن الحكومة اليمنية اتخذت الاجراءات والتدابير الكفيلة بضمان سلامة الديبلوماسي المحتجز وبإطلاقه في أقرب وقت، مؤكداً أن أجهزة الأمن تتعامل مع هذه القضية بمنتهى الحرص والحزم. قبل ذلك، التقت السفيرة عدداً من المسؤولين الأمنيين في مقدمهم وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي. ولم تستبعد مصادر متطابقة احتمال قيام السفارة الألمانية باتصالات مع وسطاء وربما مع الخاطفين لابلاغ استعدادها للتفاوض بعلم السلطات اليمنية ومن دون تدخلها. وقالت هذه المصادر ل"الحياة" أمس أن السفارة الألمانية تتلقى بين حين وآخر معلومات متضاربة عن اختطاف بيرتز. وأشارت إلى أن الرهينة يتولى منصباً مهماً في السفارة، إلى جانب كونه ملحقاً تجارياً في السفارة، وهو ما يزيد من أهمية التحركات التي تقوم بها الخارجية الألمانية التي أوفدت مختصين جنائيين بقضايا التفاوض مع خاطفين وجماعات "ارهابية" وليس للمشاركة في التحقيق بالحادث، لأن ما يهم هنا هو انهاء الاحتجاز ومعرفة هوية الخاطفين. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" أن الرئيس علي عبدالله صالح يتابع شخصياً تطورات القضية، وافادت إن علي صالح وبخ المسؤولين في الأجهزة الأمنية وطلب الكشف عن هوية الخاطفين ومطالبهم ومكان الاحتجاز وسرعة اطلاق الرهينة وانه سيتخذ اجراءات قاسية حيال كل مقصر في أداء واجبه وتحمل مسؤوليته الأمنية، معتبراً أن استمرار "اللغز" يسيئ إلى سمعة المؤسسات والأجهزة ويضاعف تعقيداتها وفي تطور لاحق، استقبل وزير الداخلية اليمني الدكتور رشاد العليمي أمس السفير الألماني في صنعاء فيرنر زيمبرتش، وبحث معه في التعاون الأمني بين اليمن والمانيا، في ضوء تطورات عملية خطف الديبلوماسي والغموض الذي لا يزال يكتنفها منذ نحو أسبوعين.