أعلن سفير المهمات الخاصة الروسي نيكولاي كارتوزوف ان بلاده قدمت لمجلس الأمن مشروع قرار بشأن العراق للتداول بين أعضاء المجلس كبديل لمشروع قرار العقوبات الذكية الذي سبق لبريطانيا والولاياتالمتحدة تقديمه وفشل بالحصول على الاجماع المطلوب. وأوضح السفير كارتوزوف ان مشروع قرار "الصفقة الشاملة" الروسي لرفع العقوبات عن العراق يتضمن العمل على تعليق العقوبات المفروضة على العراق مقابل تعاون العراق مع لجان الأممالمتحدة للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل العراقية وتدميرها، تمهيداً لرفع العقوبات بشكل نهائي. وانتقد السفير الروسي في حديث الى "الحياة" مشروع "العقوبات الذكية" الأميركي - البريطاني الذي قال "ان عنوانه يبدو براقاً وانسانياً ولكنه في حقيقته يشدد العقوبات الاقتصادية على العراق ويضر اقتصادياً بمصالح الدول المجاورة وينتهك سيادتها من خلال نشر مفتشين دوليين على أراضيها للتفتيش على الصادرات والواردات العراقية اليها أو عبرها". وأكد السفير كارتوزوف ان "هدف الولاياتالمتحدة من كل ما تقوم به هو استمرار فرض الحصار على العراق وتجويع شعبه". وهاجم بشدة الهجمات الجوية الأميركية والبريطانية ضد العراق معرباً عن وجهة نظره بأن الطلعات الجوية للطائرات الأميركية والبريطانية فوق العراق "تخالف القرارات الدولية وغير شرعية والا لماذا انسحبت فرنسا من المشاركة بها منذ عدة سنوات؟". وذكر سفير المهمات الخاصة الروسي ان هدف جولته التي قام بها الاسبوع الماضي وزار خلالها بغداد ودمشق والكويتوالرياض وأبوظبي اطلاع مسؤولي هذه الدول على تفاصيل وأهداف مشروع "الصفقة الشاملة" الروسي المقدم لمجلس الأمن، وكذلك اطلاعهم على المستجدات بشأن الحالة والمسألة العراقية، ونفى أن تكون بلاده تقوم بوساطة بين بغداد وكل من الكويت والسعودية، وقال: "ان أي وساطة تحتاج الى طلب أو موافقة من الجانبين وهذا الأمر ليس موجوداً"، ولكنه أضاف ان بلاده تسعى لتهدئة الأوضاع بين العراق والدول المجاورة من خلال معالجة آثار حرب الخليج وما نجم عنها. وأشار الى أنه أطلع المسؤولين في الكويت والسعودية على مواقف الحكومة العراقية ووجهات نظرها تجاه المستجدات الحالية في المنطقة ومنها تأكيد الحكومة العراقية له أنها لا تريد أن تكون مصدر تهديد لدول الجوار". ووصف التصعيد العراقي الأخير ضد الكويت والسعودية بأنه "تصعيد إعلامي ولا يعبر عن مواقف سياسية حقيقية". ويذكر أن سفير المهمات الخاصة الروسي كارتوزوف كان سفيراً لبلاده لعدة سنوات في بغداد ويحظى بصداقات قوية مع كبار المسؤولين العراقيين الأمر الذي يؤهله لأن يكون ناقل رسائل بين العراق ودول الخليج العربية. ووصف كارتوزوف مهمته بأنها تأتي في اطار مساعي بلاده لتهدئة الحالة بين العراق والدول المجاورة مستبعداً تطبيع العلاقات العراقية مع الكويت والسعودية في المرحلة الراهنة "على الأقل" ولكنه أضاف: "من الممكن أن يتم تهدئة الحال الآن وبعد ذلك يمكن القيام بخطوات لخلق الثقة بين العراق وبقية الأطراف". واعترف بأن هناك الكثير من المشاكل العالقة بين العراق وجيرانه منها مسألة الأسرى والمفقودين. وأوضح ان حكومته راجعت بغداد حول هذه المشكلة "ولكن العراقيين يقولون انه ليس هناك أسرى بل هناك مفقودون عراقيون وكويتيون وغيرهم". ورداً على سؤال هل ستغير بلاده موقفها الرافض لمشروع قرار "العقوبات الذكية" فيما لو مارست واشنطن ضغوطاً عليها، أجاب السفير الروسي: "هناك قرار من حكومتي بمعارضة المشروع الأميركي - البريطاني ولتأكيد معارضتها تقدمت باقتراح مشروع قرار "الصفقة الشاملة". وشدد على أهمية تعاون الدول المجاورة للعراق مع روسيا في رفض مشروع "العقوبات الذكية". وعن موقف السعودية والكويت الذي لمسه خلال محادثاته في الكويتوالرياض قال السفير كارتوزوف: "ان السعوديين أوضحوا لي أنهم غير معنيين بمشروع قرار العقوبات الذكية". ويذكر أن السفير الروسي كان قد اجتمع الثلثاء الماضي في الرياض مع نائب وزير الخارجية السعودي الدكتور نزار مدني. من جهة أخرى، أكد السفير كارتوزوف تأييد بلاده ارسال مراقبين دوليين للأراضي الفلسطينية بهدف وضع حد لأعمال العنف المتصاعد هناك، مشيراً الى ان موسكو أبدت غير مرة انتقادها لسياسة حكومة شارون في تصعيد أجواء العنف في المنطقة.