اعترف الرئيس الفرنسي جاك شيراك بوجود "انشقاق" في مجلس الامن بسبب مشروع "العقوبات الذكية"، مؤكداً ان اي قرار يتعلق بالعراق يجب ان يكون هدفه النهائي رفع العقوبات عن هذا البلد. وأبدى مسؤولون روس ارتياحهم الى تراجع بريطانيا عن طرح المشروع للتصويت في المجلس امس، فيما ذكر نائب رئيس مجلس الدوما فلاديمير جيرينوفسكي ان بغداد قررت ان تستثمر سنوياً في روسيا خمسة بلايين دولار. في حديث الى اذاعة "صدى موسكو" أقرّ الرئيس شيراك بوجود انشقاق في مجلس الامن، وقال ان تأجيل مناقشة المشروع الذي قدمته لندن وواشنطن، كان "الحل الأفضل". ولفت الى ان اختلاف موقف موسكو عن الموقف الغربي "قد يعزى الى ديون كبيرة لروسيا" مستحقة على العراق. وكان الملف العراقي واحداً من المواضيع التي ناقشها لقاء القمة بين شيراك ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. واشار الرئيس الفرنسي الى ان باريسوموسكو تنطلقان من موقف مشترك جوهره ان القرارات الدولية في شأن العراق يجب ان يكون هدفها "السير على طريق، نهايته رفع العقوبات" الدولية. وقال مصدر روسي مطلع ل"الحياة" ان فرنساوروسيا قد تستثمران "الوقت المستقطع" لصوغ قرار مشترك يتضمن عناصر من المشروع الروسي وبعض النقاط التي يصرّ عليها الاميركيون والبريطانيون. واشار الى ان موسكو ابلغت الغرب ان مشروعها يحقق هدفاً معلناً مهماً تطالب به العواصم الغربية، هو ضمان الرقابة على برامج التسلح العراقي. وزاد ان المبعوث الروسي السفير نيقولاي كارتوزوف الذي زار بغداد اخيراً، كان حصل على تعهد عراقي بالنظر في استقبال موظفين دوليين في اطار برنامج الرقابة الدائمة. الى ذلك رأى فلاديمير جيرينوفسكي الذي رأس وفداً برلمانياً الى بغداد قبل ايام ان تأجيل التصويت على المشروع البريطاني دليل على "خوف" لندن وواشنطن من "الفيتو" الروسي. وذكر ان محصلة اجتماع مجلس الامن اول من امس، هي "اظهار قوة روسيا" وتغيير الوضع لمصلحة العراق. وشدد على ان بغداد تنوي ان تستثمر مبالغ تعادل خمسة بلايين دولار سنوياً في الاقتصاد الروسي، في تسديد الديون المتراكمة لموسكو. ولم يوضح هل يتم ذلك الآن او بعد رفع العقوبات.