حذر بعض المحللين والساسة الاسرائيليين أمس، غداة اغتيال جيش الاحتلال الاسرائيلي اثنين من كبار القادة السياسيين ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس وستة فلسطينيين آخرين في نابلس بينهم طفلان من أن "حماس" ستنفذ عمليات انتقام، وان المسألة هي الآن مسألة أين ومتى سيتم الانتقام. وكتب المحلل الصحافي روني شيكد في صحيفة "يديعوت احرونوت" أمس ان "كل اغتيال له ثمن انتقام يفرضه، ونحن الذين ندفع الثمن". وأضاف مشيراً الى اغتيال جمال منصور وجمال سليم ان العملية لم تكن تكتيكية هذه المرة وان "حماس" والشارع الفلسطيني يعتبر أنها اغتيالاً "استراتيجياً". وبعد أن أشار الى غضب الشارع الفلسطيني من اغتيال ستة من رجال "فتح" في مخيم الفارعة والضربة الجوية ضد مركز للشرطة في غزة وارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين الى 16 في اليومين الأخيرين، قال ان الجمهور الفلسطيني طالب "حماس" بالثأر. وقال شيكد ان "حماس" لم تنفذ أي هجمات داخل اسرائيل منذ التفجير الانتحاري في مرقص في تل أبيب في الأول من حزيران يونيو الماضي وان الشيخ أحمد ياسين واتباعه استجابوا مناشدات الرئيس ياسر عرفات لهم بالكف عن شن هجمات داخل اسرائيل بسبب الضغط الدولي. واختتم بالقول: "الانتقام عامل مهم في حسابات حماس الارهابية. اذ أعلنت حماس عن خمسة تفجيرات انتقامية في أعقاب المجزرة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين في الحرم الابراهيمي في الخليل وبدأت في العفولة وبلغت ذروتها بنسف الباص الرقم خمسة في شارع ديزنغوف في تل أبيب. وبعد اغتيال يحيى عياش الملقب بالمهندس أقسمت حماس انها ستنتقم، وجاء الانتقام في شكل نسف الباص الرقم 18 في القدس. وأمس هدد الشيخ ياسين مرة أخرى، وعندما يهدد يجب أن يؤخذ على محمل الجد. ان قنابل حماس جاهزة. والمسألة هي أين ومتى وما هو الثمن بالدم الذي سيتعين علينا أن ندفعه". وكتب زعيم حركة ميريتس السياسية الاسرائيلية اليسارية يوسي سريد في الصحيفة نفسها مقالاً تحت عنوان "قتل الفرصة" قال فيه ان الوقت حان للابتعاد عن حافة الهاوية "إذ ان خطوة أخرى نخطوها ستؤدي الى سقوط وانهيار كل من اسرائيل والفلسطينيين. وقال ان "الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الضفة الغربية وقطاع غزة المستمر منذ 34 عاماً هو مصنع لصنع الارهاب والارهابيين وأخذ يعمل في الآونة الأخيرة بثلاث نوبات". وقال المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس" زئيف شيف: "هذه المرة اسرائيل هي التي صعدت مستوى الرد وليس الجانب الفلسطيني". واضاف ان "الامر لا يتعلق برد فعل عفوي بل بعملية خطط لها مسبقاً اثر سلسلة الهجمات الارهابية ضد اسرائيل". واشار الى ان الجيش اخذ مبادرة التصعيد وليس القيادة السياسية في البلاد. وتابع ان الجيش استنتج ان "الجانب الفلسطيني غير مستعد لوقف الاعمال الارهابية وان حركتي حماس والجهاد الاسلامي مصممتان على مواصلة الاعتداءات بغض النظر عن العمليات الاسرائيلية". وقال انه "يبقى ان نعرف هل سيكون للعمليات الاسرائيلية مفعول رادع على الفلسطينيين ام على العكس ستدفعهم الى التصعيد". واعتبر كاتب الافتتاحية في صحيفة "معاريف" حيمي شيليف ان "الفلسطينيين سيعتبرون اليوم تصعيد الارهاب الرد المناسب على اغتيال" مسؤولي "حماس". واضاف: "تتجه دائرة الدم الاسرائيلية - الفلسطينية، بانتظام شيطاني، الى الاتساع مع سقوط ضحايا جدد في تصعيد سيقود الى انفجار محتوم لا يمكن تفاديه". وتابع ان هذا التحدي خطير جداً بالنظر الى ان "سياسة الاغتيالات التي ينفذها الجيش الاسرائيلي تجعل الشارع الفلسطيني يزداد راديكالية ويفرض على عرفات التصعيد ويزيد الدعم الذي تحظى به حماس ويدفع عشرات المرشحين للاستشهاد للانضمام الى صفوفها".