غزة، القدسالمحتلة - رويترز، أ ف ب - ابلغت اسرائيل السلطة الفلسطينية نفي اي دور لها في اغتيال خبير المتفجرات في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس التي هددت بالانتقام بشن هجمات داخل الدولة العبرية وخارجها، فيما حض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو السلطة الفلسطينية على اتخاذ "خطوات صارمة ضد المنظمات الارهابية". واتخذت اسرائيل اجراءات امنية مشددة في القدسالمحتلة تحسباً لهجمات محتملة. وعززت الاجراءات خصوصاً في المراكز التجارية ومحطات النقل البري. وسيرت دوريات من حرس الحدود في الشوارع بينما تمركز القناصة في اماكن مشرفة على المواقع الحساسة. واقيمت الحواجز على مداخل القدس لمنع دخول الفلسطينيين الذين لا يحملون تراخيص. ودعت الشرطة الاسرائيليين الى "التنبه" وابلاغها عن اي جسم مشبوه. وكان رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي "شين بيت" الاميرال آمي ايالون زار الرئيس ياسر عرفات في غزة. وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان مهمة ايالون هي اقناع عرفات ان لا علاقة لاسرائيل باغتيال الشريف، بعدما تلقى "تقريراً مفصلاً عن مقتله. وأكد مصدر فلسطيني ان اللقاء تناول "ظروف" الاغتيال و"سبل تفادي حدوث تصعيد للعنف". ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر سياسي اسرائيلي ان ايالون شدد لعرفات على "ان اسرائيل غير مسؤولة عن موت الشريف، وان عرفات اطلع ايالون على نتائج التحقيق الفلسطيني". يذكر انه عثر على جثة الشريف بالقرب من حطام سيارة انفجرت في منطقة الحكم الذاتي في رام الله الاحد الماضي. وقالت الشرطة الفلسطينية انه قتل بالرصاص ثم القيت جثته بعد ذلك قرب السيارة المحشوة بالمتفجرات. وقالت اسرائيل ان الشريف قتل على ما يبدو عندما انفجرت قنبلة كان يعدها قبل الأوان. وشارك آلاف الفلسطينيين اول من أمس في جنازة "الشهيد" الشريف. وحمل جثمانه على محفة عبر شوارع البيرة وسط هتافات تطالب بالثأر من اسرائيل. الى ذلك، حض رئيس الوزراء الاسرائيلي، لدى استقباله امس السلك الديبلوماسي المعتمد لدى الدولة العبرية، السلطة الفلسطينية على "ان تتخذ خطوات صارمة ضد المنظمات الارهابية". وطالب السلطة بوقف التصريحات الصادرة عن مسؤولية فلسطينيين والتي تتهم اسرائيل بالتورط في اغتيال الشريف، مشيراً الى ان الجهات الامنية الاسرائيلية تواصل التحقيق في ظروف الاغتيال، معتبراً اياه "حادثاً عرضياً". في مقابل ذلك صرح الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين بأن مسؤولين في السلطة اجتمعوا مع ممثلين من "حماس" سعياً الى تهدئة الاوضاع وتجنباً لوقوع عمليات انتقامية لمقتل الشريف. وقال في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية ان السلطة الفلسطينية تجري تحقيقاً شاملاً في الاغتيال ستعلن نتائجه لدى استخلاص الحقائق. "حماس" اما "حماس" فاصدر جناحها العسكري، "كتائب عزالدين القسام"، بياناً اعتبر ان "طبيعة المعركة وحقيقة المواجهة اخذت بعداً جديداً اثر اغتيال المهندس المجاهد محيي الدين الشريف ... ان دائرة الحرب ومجالات المواجهة ستصبح اكثر اتساعاً وأشد قوة وعنفاً وشراسة. ما يحتم علينا عدم الاقتصار على ساحة الوطن وتنفيذ الضربات الموجعة بعناية فائقة الى المصالح اليهودية التي تنتشر كالهشيم في شتى انحاء العالم. وما ذلك الا دفاعاً عن انفسنا وردعاً لارهاب عدوناً وأسلوباً نفاذاً سنضطر الى ممارسته لتلقين الصهاينة الدروس المؤلمة التي لن ينسوها على مدى الايام". وقال البيان ان "كتائب عزالدين القسّام" قررت "تنفيذ خطة انتقامية شاملة متعددة الاشكال والمجالات والجبهات ولن نكتفي هذه المرة بضرب العمق الصهيوني في القدس وتل ابيب فحسب بل ستمتد نيران انتقامنا الى ما لا يتوقعه الصهاينة وما لا يتصوره الاخرون"، مؤكداً: "نرفض رفضاً باتاً الادعاءات الصهيونية حول عدم تورط اسرائيل في هذه الجريمة ومحاولة التنصل من مسؤولية ارتكابها. نحن على ثقة تامة ويقين كامل بأن أيدي الصهاينة الجبناء قد اقترفتها وتقف وراءها".