لندن - "الحياة" - عاشت مدينة برادفورد، في شمال انكلترا، يوماً من التوتر الشديد أمس بعد ليلة من أعنف المواجهات بين الاف الشبان الاسيويين وقوات مكافحة الشغب. وبرادفورد المدينة الانكليزية الثالثة التي تشهد هذا الصيف مواجهات عرقية بين الآسيويين والعنصريين البيض. وتفجّرت مواجهات ليل السبت - الأحد على خلفية تجمّع لمعاداة النازية ضمّ نحو خمسمئة شخص معظمهم من الآسيويين. وكان هؤلاء يحتجّون على مسيرة تردد انها ستحصل في المدينة وتضم بيضاً متطرفين من حزب "الجبهة الوطنية". ولم تحصل المسيرة، لكن شرارة المواجهة انطلقت بعدما وجّه بيض خارجون من حانة خمر عبارات عنصرية ضد المشاركين في تجمع معاداة النازية. وإثر هذه الحادثة، خرج الآف الآسيويين الى شوراع برادفورد وأحرقوا سيارات وحانات ومتاجر للبيض، والقوا حجارة وزجاجات وقنابل مولوتوف على رجال مكافحة الشغب الذين كادوا يفقدون السيطرة بالكامل على الوضع. وأُصيب 120 من رجال الأمن، كما جُرح حصانان للشرطة التي اعتقلت 36 شخصاً 23 من الآسيويين من برادفورد نفسها و13 من البيض. وترتدي مواجهات هذه المدينة أهمية خاصة، إذ تدل على مدى عمق المشكلة العرقية التي تواجهها انكلترا. ففي هذا الصيف، وقعت مواجهات عرقية عنيفة في مدينتي أودلهام وبيرنلي الشماليتين حيث حقق المتطرفون البيض تقدماً كبيراً في نسبة أصوات مؤيديهم في الانتخابات الإشتراعية الأخيرة. لكن امتداد الإضطرابات الى برادفورد، بكثافتها الآسيوية الكبيرة مئة الف نسمة، 15 في المئة من سكان المدينة، يُعطي القضية بعداً جديداً ويبرز مدى خطورة الأزمة الحالية. وحظر وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت المسيرات السياسية في برادفورد الاسبوع الماضي حتى ايلول/سبتمبر المقبل على أمل منع وقوع اعمال شغب عرقية كتلك التي وقعت في اولدهام وبيرنلي حيث تعيش جاليات باكستانية وبنغالية ضخمة. وينتمي نحو 5 في المئة من سكان بريطانيا البالغ عددهم 57 مليون نسمة الى اقليات عرقية.