شهدت بلدة أولدهام شمال غربي انكلترا ليل اول من امس، أعمال شغب عنيفة اثر مواجهات واسعة النطاق بين البيض ومهاجرين آسيويين. ووصفت تلك الاحداث بأنها الاسوأ من نوعها في البلاد منذ سنوات ومؤشر الى تصاعد الكراهية والتوترات العنصرية. لندن - رويترز، أ ب - أعلنت الشرطة البريطانية امس ان 20 من رجالها اصيبوا في اعمال شغب عنيفة نجمت عن توترات عرقية في بلدة اولدهام قرب مانشستر شمال غربي انكلترا. وبدأت اعمال الشغب باشتباكات ليل اول من امس، بين جماعات متناحرة من البيض والآسيويين، ثم تحولت مواجهات عنيفة مع رجال مكافحة الشغب الذين تعرضوا للرشق بالحجارة وقنابل المولوتوف الحارقة من جانب حوالى 500 شاب آسيوي أقدم بعضهم على اضرام النار في سيارات ودمروا ممتلكات. وقالت ناطقة باسم السلطات في مانشستر ان رجال الامن تمكنوا من تفريق معظم المشاركين في الشغب وحاصروا نحو 200 شاب آسيوي واصلوا اطلاق قنابل المولوتوف على عربات الشرطة، بعدما اضرموا النار في عدد من حانات المدينة. وبدت المدينة الواقعة شمال مانشستر ساحة حرب في ساعات الصباح الاولى، اذ كانت الحرائق مشتعلة في الشوارع وتوزع الركام في كل مكان في الطريق، فيما الجو معبق بالدخان. وأعلنت السلطات انه تم اعتقال 17 شخصاً بتهمة التحريض على الشغب، فيما استمر تعقب آخرين. وأفيد ان 20 شخصاً اصيبوا بجروح معظمهم من رجال الشرطة، فيما اقتصرت الاصابات في اوساط المشاغبين على اربعة او خمسة اشخاص. وأفادت تقارير اعلامية ان الاشتباكات بدأت عندما اقدمت مجموعة من البيض على مهاجمة مجمع سكني يعيش فيه الآسيويون ومعظمهم من اصول باكستانية وبنغلاديشية وهندية. وعلى الاثر، تجمع حوالى مئة شاب آسيوي واقدموا على مهاجمة حانة للبيض. وسرعان ما اندلعت اشتباكات بين الجانبين اتسع نطاقها، واضطرت الشرطة الى طلب تعزيزات من المناطق المجاورة لتهدئة الاضطرابات. وتعيش في اولدهام اقليات عرقية كبيرة. وكانت البلدة مسرحاً لتوترات عرقية اخيراً، في ظل تقارير اعلامية عن تحول اجزاء من المدينة الى مناطق يحظر على البيض الدخول اليها. وكانت اولدهام تصدرت عناوين الصحف في بريطانيا في وقت سابق من هذا العام عندما نشرت الصحف صوراً لرجل ابيض عمره 76 عاماً وبدا من وجهه انه تعرض لضرب مبرح. وقال ان عصابة من الشبان الآسيويين هاجموه. ووجهت الى صبي آسيوي عمره 15 عاماً بعد ذلك تهمة التعدي على الغير بدوافع عنصرية. وأصبح الوضع في اولدهام متوتراً الى حد اصدار وزير الداخلية البريطاني جاك سترو في وقت سابق من الشهر الجاري، امراً بحظر اي مسيرات سياسية. وفي الخامس من الشهر الجاري، اعتقلت الشرطة 16 شخصاً عندما مضى حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف قدماً في مسيرة في انتهاك للحظر الذي فرضته وزارة الداخلية.