} ترسخت الكراهية في شمال انكلترا في ظل استمرار اعمال العنف والتوتر في مدينة برادفورد، فيما بدأ الصراع يرتدي ثوباً جديداً، طائفياً اكثر من كونه عرقياً، ما يهدد باتساع نطاق الاضطرابات، الامر الذي تسعى الحكومة جاهدة لتفاديه. أخذت الكراهية العرقية تترسخ شمال انكلترا مع استمرار اعمال العنف في مدينة برادفورد لليلة الثالثة على التوالي. وظهر من خلال التعليقات والتقارير في الاعلام فرز جديد بين طرفي المواجهات: الاول شبه تحالف يضم البيض والهنود والمهاجرين من شرق اوروبا خصوصاً اوكرانيا، فيما يضم الثاني الباكستانيين والبنغلاديشيين الذين بدأت الاشارة اليهم باعتبارهم "مسلمين"، بعدما كانوا يذكرون على انهم آسيويون. وبدت الحكومة عاجزة عن معالجة المشكلة في جذورها، فهي في انتظار تقرير امرت باعداده عن هذه الاحداث لا تملك سوى مواجهة مثيري الشغب من البيض والآسيويين واعتقال بعضهم ثم اطلاقهم بكفالة. وأعلنت الشرطة امس، ان 15 من البيض اوقفوا ليل الاثنين - الثلثاء في اعقاب ليلة جديدة من اعمال العنف العرقية في برادفورد، ما رفع عدد المعتقلين الى 65 شخصاً. وأكدت ان الموقوفين ال15 هم جميعاً من سكان المدينة واتهموا بالاخلال بالنظام العام وحيازة الاسلحة. وبعد اعمال العنف التي بدأت نهاية الاسبوع الماضي في حي مانغهام حيث تقيم غالبية من اصول آسيوية، انتقلت اعمال الشغب الى حيي رافنكليف وهولموود حيث غالبية السكان من البيض. ورشق نحو ستين شاباً رجال مكافحة الشغب بالحجارة والزجاجات الفارغة. وقال ناطق باسم الشرطة ان "معظم المشاغبين مساء اول من امس، كانوا من البيض الذين تعمدوا الاستفزاز. وألقيت قطع قرميد وأحجار على الشرطة وتضرر مطعمان هنديان". واحرقت سيارة لكن لم يسجل سقوط جرحى في هذه الصدامات الجديدة. وبقي الهدوء في حي مانغهام حيث الغالبية من البنغلاديشيين والباكستانيين الذي كان ليل السبت -الاحد مسرحاً لمواجهات اصيب فيها 164 شرطياً وشابان بجروح. واعتبر المفتش ستوارت هايد ان انتشار عناصر الشرطة باعداد كبيرة منذ السبت، سمح بتجنب تكرار اعمال العنف التي وقعت في نهاية الاسبوع الماضي. لكن شهوداً افادوا انه بات خطراً على اي من طرفي المواجهات التجول في مناطق سيطرة الطرف الآخر، خصوصاً في الليل. وكانت المواجهات في مدينة برادفورد الصناعية مطلع الاسبوع تحولت الى اسوأ اعمال شغب في بريطانيا منذ عشرين عاماً، واشتبك فيها الشبان الآسيويون والبيض في معارك مع بعضهم بعضاً ومع الشرطة. وهذه رابع بلدة انكليزية تشهد اضطرابات عنصرية خلال الاسابيع الاخيرة. وفي ايار مايو الماضي، اندلعت اعمال شغب في بلدة اولدهام الصناعية كما اجتاحت بلدتا ليدز وبيرنلي اعمال عنف شاركت فيها اقليات عرقية. والقي باللوم في هذه الاحداث على ناشطين سياسيين بيض لديهم نزعات عنصرية في المدن الشمالية حيث عانى الآسيويون الذين جاءوا الى بريطانيا للعمل في مجال صناعة النسيج من تراجع قطاع الصناعات التحويلية في البلاد. ولوحظ وجود امني مكثف من ضباط قوة مكافحة الشغب في شوارع برادفورد نهار امس. وقال ناطق باسم الشرطة "الشوارع هادئة الا اننا نحافظ على وجود مكثف للمراقبة". وحاول رئيس الوزراء البريطاني توني بلير التقليل من اهمية الاحداث، معتبراً انها مجرد اعمال عنف يقوم بها لصوص. لكن المراقبين اجمعوا على ان المشكلة الناجمة عن البطالة وتدهور الخدمات تغذي الكراهية العرقية. وتشكل الاقليات العرقية نحو خمسة في المئة من عدد السكان في بريطانيا البالغ 57 مليون نسمة. كما ان هناك نحو 15 في المئة من سكان برادفورد البالغ 482 الفاً، من اصول بنغلاديشية او باكستانية. ويعتبر البيض ومعهم بعض المهاجرين من شرق اوروبا والهند ان هؤلاء يأخذون فرص عمل من دربهم.