الرباط - رويترز - قال مسؤول بارز أمس الاثنين ان المغرب سينظر في طلب نجل المهدي بن بركة، الزعيم المعارض الراحل، التحقيق في ملابسات تصفية والده بعدما تحدثت تقارير اعلامية عن وضع جثته في حوض مليء بحامض أسيد مما ادى الى تحللها. وقالت صحيفة "لوموند" الاسبوع الماضي ان جثة بن بركة وضعت في مادة حمضية بعدما توفي نتيجة تعذيب تعرض له في فرنسا في 1965. وشاع على نطاق واسع ان الزعيم اليساري الراحل توفي بعدما عذّبه مسؤولون مغاربة. الا ان الملابسات الحقيقية للوفاة وما جرى بالضبط لجثمانه لم تعرف ابداً. ودعا بشير، اكبر ابناء ابن بركة، المسؤولين المغاربة والسلطات الفرنسية في مطلع الاسبوع الى بدء تحقيق في شأن مصير والده. وقال مسؤول مغربي رفض نشر اسمه ل "رويترز": "ستجتمع لجنة حكومية قريباً للنظر في طلب بشير بن بركة فتح تحقيق". ولم ترد الحكومة بعد على تقارير صحافية نُشرت الاسبوع الماضي تناولت ظروف مقتل ابن بركة وطريقة التخلص من جثته. وقال احمد البخاري، الضابط في الاستخبارات المغربية، لصحيفتي "لوموند" الفرنسية و"لوجورنال" المغربية ان ابن بركة اختطف من امام مقهى ليب في الحي اللاتيني في باريس ثم اقتيد الى منزل في ضواحي المدينة. وأضاف معتمداً في معلوماته على الملفات التي اودعها جهاز الاستخبارات، ان ابن بركة خضع لعمليات تعذيب وهو مكبل بالقيود ومعلق من حبل. وظل مصير ابن بركة الذي درّس الرياضيات للملك الراحل الحسن الثاني قبل ان يصبح نشطاً ثورياً ويهرب الى خارج المغرب في السنوات الاولى من الاستقلال، سراً غامضاً على مدى عقود. ولم يُعثر على جثته، على رغم ان القضاء الفرنسي دان غيابياً في عام 1967 الجنرال محمد اوفقير، وزير الداخلية المغربي في ذلك الوقت، واعتبره مذنبا في قضية قتل ابن بركة وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. وزعم البخاري ان اوفقير الذي كان الذراع اليمنى للعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، وعدداً آخر من العملاء المغاربة شاركوا في قتل الزعيم اليساري. وتوفي اوفقير الذي اشتهر بانه ثاني اقوى شخصية في المغرب في ذلك الوقت، عام 1972 بعد محاولة انقلاب فاشلة ضد الملك الحسن الثاني. وقيل وقتها انه انتحر.