الرباط - رويترز، ا ف ب - نفى ثلاثة من الموظفين السابقين في الاستخبارات المغربية انهم شهدوا قتل الزعيم المعارض المهدي بن بركة في باريس سنة 1965، مثلما زعم الموظف السابق الآخر في الاستخبارات أحمد البخاري. وكان البخاري 62 عاماً روى لصحيفة "لوموند" الفرنسية وصحيفة "لوجورنال" المغربية ما وصفه بملابسات مقتل بن بركة. وقال ان العديد من رجال الاستخبارات المغربية تورطوا في قتل الزعيم اليساري. وذكر بالتحديد اسماء رجال الشرطة والاستخبارات السابقين محمد العشعاشي ومحمد مسناوي وعبدالقادر سقا. لكن الثلاثة نفوا في رسائل بعثوا بها الى صحيفة "لوجورنال" مقرها الدار البيضاء انهم شهدوا مقتل بن بركة. وقال العشعاشي الذي كان مسؤولاً عن اجهزة مكافحة التخريب في الاستخبارات المغربية وقت مقتل بن بركة، انه لم يزر فرنسا إطلاقاً. واختفى بن بركة، وهو زعيم يساري فر الى المنفى خلال السنوات الاولى لاستقلال المغرب، في تشرين الاول اكتوبر عام 1965. وقال البخاري لكل من "لوموند" و"لوجورنال" الاسبوعية ان بن بركة خطف امام مقهى "ليب" في الحي اللاتيني في باريس، وانه اقتيد الى منزل عند اطراف المدينة حيث قيدت يداه وعلق بحبل قبل ان يموت بعد تعذيبه. واضاف البخاري ان الجنرال محمد اوفقير واحمد الدليمي قائد الشرطة كانا في المنزل وقت وصول بن بركة، وان مساعدين لأوفقير قال انهم العشعاشي ومسناوي وسقا كانوا موجودين ايضاً. وزعم البخاري ان اوفقير استخدم خنجراً صغيراً في اصابة بن بركة بجروح، وان الدليمي كمم أنف بن بركة وفمه بقطعة قماش مبللة بمياه قذرة. وقال ان جثة بن بركة نُقلت الى الرباط وذُوّبت في حوض أسيد ضخم. وزاد ان العشعاشي حاول "مرات عدة" منع اوفقير والدليمي من تعذيب بن بركة. وتفيد رواية رسمية ان اوفقير انتحر في 1972، في حين مات الدليمي في حادث سيارة سنة 1983. لكن العشعاشي قال في رده: "لم اسافر في حياتي بتاتاً الى فرنسا. لم اقم ابداً في هذه البلاد لا زمن الطفولة ولا حين بلغت سن الرشد ولا ايضاً بوصفي موظفاً ولا بعد احالتي على المعاش". واضاف "ان البخاري يريد ان يعطيني الدور الافضل بتكراره مرات عدة انني حاولت مقاومة العنف الممارس من قبل أوفقير والدليمي بحسب البخاري. هذه ديماغوجية وكذب واوهام. لم اعارض في حياتي احداً. ولم اشترك بأي أمر بما انني لم اكن موجودا زمن الواقعة وهذا أمر يسهل التأكد من صحته لدى السلطات الفرنسية". واضاف انه في وقت وفاة بن بركة لم تكن الاستخبارات توظف البخاري عامل تحويلات هاتفية، إذ كان أُوقف عن العمل بسبب السرقة. ونفى محمد مسناوي وعبدالقادر سقا متقاعدان وهما عنصران سابقان في اجهزة الاستخبارات قطعيا انهما تحدثا عن ملابسات موت بن بركة كما يؤكد احمد البخاري. وكتب سقا في رسالة نشرتها "لوجورنال": "اني اشهد انني لم اكن انتمي الى اجهزة مكافحة التخريب في ذلك التاريخ 1965. لم انتم الى هذه الاجهزة الا في سنة 1966 اي بعد سنة من وقوع قضية بن بركة". واضاف: "كيف يمكنني الحديث الى البخاري عن هذه الاحداث التي لم يكن لي بها علاقة لا من قريب ولا من بعيد". ووصف العميل الثالث محمد مسناوي من جانبه ما كشفه البخاري بأنه "خطير وكاذب". وختم رسالته الى الصحيفة: "لم اشارك البتة وبأي وجه كان في هذه القضية. ودليلي على ذلك ان اقامتي في فرنسا لاول مرة كانت سنة 1969 لمناسبة اجازتي السنوية". وقال البخاري لصحيفة "لوجورنال"، في بيان رد فيه على رسائل الرجال الثلاثة، انه مستعد لمواجهة العشعاشي ومسناوي وسقا.