حرم المنتخب الجزائري المتحمس جداً نظيره المصري من التأهل لنهائيات مونديال 2002 في كرة القدم بعدما تعادل معه 1-1 على ملعب 19 مايو في عنابة في المرحلة الاخيرة من تصفيات المجموعة الافريقية الثالثة، ما حتم احتلاله المركز الثالث في الترتيب خلف السنغال، التي تأهلت للمرة الاولى في تاريخها بفوزها على ناميبيا 5- صفر، والمغرب. وعموماً لم ترتق المباراة بين الجزائر ومصر الى المستوى المطلوب، خصوصاً من قبل المنتخب الثاني. وهي خضعت لتأثيرات سلبية خارجية فرضتها تصرفات الجماهير الجزائرية غير الاخلاقية، والتي لم تتردد في رمي الزجاجات الفارغة والاجسام المعدنية الصلبة على ارض الملعب، ما ادى الى توقف المباراة ثلاث مرات، آخرها لفترة ربع ساعة بعد تسجيل مصر هدف التقدم من طريق احمد حسام من ركلة جزاء صحيحة احتسبت في الدقيقة 60. وتسبب احد الاجسام المعدنية باصابة علاء نبيل، احد اعضاء الجهاز التدريبي المصري، في رأسه وسالت دماؤه ما استدعى معالجته على الفور، علماً انه كان صاحب هدف الفوز في مرمى الجزائر في تصفيات دورة لوس انجليس الاولمبية 1984. ويمكن القول ان هذا التوقف الطويل اخرج المصريين من اجواء المباراة، بعدما واجهوا صعوبات كبيرة في ايجاد الايقاع الهجومي المناسب والفاعل حتى الدقيقة 60، وبالتالي قلص حظوظهم في زيادة غلتهم من الاهداف، وصولاً الى اهتزاز شباكهم بعد دقيقتين فقط من استئناف اللعب من طريق ياسين بزاز، الذي شارك احتياطياً لجاب الخير، مستفيداً من تمريرة عرضية من فريد غازي، الذي افلت من رقابة عبدالظاهر السقا، علماً ان الحارس نادر السيد تحمل ايضاً مسؤولية عدم قطعها. وأهدر المصريون في الدقيقة السادسة من الشوط الاول اسهل واغرب فرصة للتسجيل، حين سدد محمد عمارة الكرة بيمناه بقوة فوق العارضة على بعد مترين من المرمى، ثم تكافأت حظوظ المنتخبين في باقي فترات الشوط الاول مع افضلية جزئية للجزائريين، الذين هددوا مرمى السيد مرتين من دون نجاح. واستمرت الافضلية الجزائرية الجزئية في بداية الشوط الثاني، في مقابل نجاح خطة المدرب الجزائري كرمالي في فرض رقابة لصيقة على أحمد حسن ومحمد عمارة، وحالت العارضة المصرية في الدقيقة 57 دون افتتاح الجزائريين التسجيل من تسديدة رائعة لمعوشي من مسافة 25 متراً 57. ثم تغير الحال بتسجيل مصر هدفاً من ركلة جزاء في الدقيقة60، ولكن ليس لفترة طويلة، بعدما تلاشت حماسة الفراعنة بعد التوقف القسري، لينفذ الجزائريون سلسلة هجمات متتالية اتسمت بالحماسة الممزوجة بالعنف، وصولاً الى ادراك التعادل من طريق بزاز، قبل ان يهدأ ايقاع اللعب في ظل استسلام مصري واضح لمصير الخروج من التصفيات. من جهة اخرى، أكد اللواء حرب، رئيس الاتحاد المصري، في تصريح خاص الى "الحياة" ان مصر ستطالب الاتحاد الدولي الفيفا بالغاء نتيجة مباراة الجزائر ومصر في عنابة، واقامتها في مكان محايد بعد سلسلة اعمال الشغب التي شهدتها المباراة، وهو اعلن انه سيعزز مطلبه بنسخة من شريط المباراة وتقرير الحكم الرئيسي ومراقب الاتحاد الدولي. وتضمن الاحتجاج ايضاً اشارة الى قرار الفيفا السابق في نيسان ابريل 1993 باعادة مباراة مصر وزيمبابوي في تصفيات المونديال ايضاً، وانتهت المباراة بفوز مصر 2-1 وتأهلها الى الدور الثاني في التصفيات الافريقية، بعدما شهدت حوادث شغب ايضاً، وتوقفت لدقائق قليلة جداً. وفي حال قبول الاتحاد الدولي لطلب مصر وإعادة المباراة سيكون حتمياً على المنتخب المصري الفوز على الجزائر بفارق ثلاثة اهداف لانتزاع بطاقة التأهل من السنغال.