لم يكن الفوز قريباً من منتخب مصر في مباراة كرة قدم عبر السنوات الخمس الاخيرة مثلما كان امام منتخب السنغال في داكار لكن اللقاء انتهى بالتعادل السلبي أمام 45 ألف متفرج ضمن المرحلة الثانية للمجموعة الثالثة من التصفيات الافريقية المؤهلة لكأس العالم 2002. ونال المصريون النقطة الاولى لهم، واحتلوا المركز الرابع خلف المغرب المتصدر بأربع نقاط ثم السنغال ولها نقطتان وناميبيا نقطة واحدة، في حين قبعت الجزائر في المركز الخامس بنقطة واحدة ايضاً علماً بان مصر وناميبيا لعبتا مباراة أقل. لاحت للمصريين خمس فرص مؤكدة في ظل دفاع سنغالي مهلهل وتحكيم عادل من الموريشيوسي ليم كيم تشونغ، لكنهم فرطوا في الفرص السهلة تباعاً. في الدقيقة الخامسة وقف مدافعو السنغال على خط واحد وتركوا حسام حسن المنفرد على اعتبار انه متسللاً، ولكن المساعد لم يشر برايته... وانطلق حسام نحو المرمى ببطء شديد وعجز عن السيطرة على الكرة ولحقه المدافعون وضاعت الفرصة. وفي الدقيقة 16 تكرر الخطأ نفسه من دفاع السنغال لكن الانفراد هذه المرة كان لحازم امام، وتباطأ ايضاً ولحقه المدافعون. وفي الدقيقة 36 حول حسام كرة عرضية برأسه الى عبدالستار صبري، وتدخل المدافع السنغالي شيخ سيدي بيه لابعاد الكرة فأهدرها صبري من على بعد 3 أمتار فقط من المرمى. وفي الدقيقة 41 هيأ صبري بكعبه وباقتدار كرة رائعة لحازم إمام وحده داخل منطقة الجزاء ومن دون ضغط أو رقابة، وتعجل حازم وسدد الكرة بباطن قدمه خارج المرمى، ولو سدد بقوة بين القائمين لسجل هدفاً بكل تأكيد. وكانت الفرصة الأكثر سهولة في الدقيقة 50 عندما وقف المدافعون كالعادة، وانفرد حازم وخرج له الحارس عمر ديالو يائساً وتاركاً المرمى خالياً، لكن حازم المشهور بدقة اللمسة الاخيرة لعب الكرة من فوق ديالو بقوة وذهبت الكرة فوق العارضة وضاعت فرصة الفوز. ولاحت للمصريين فرص أخرى ولكنها لم تكن بتلك السهولة، والغى الحكم هدفاً احرزه أحمد حسن في الدقيقة 25، بدعوى التسلل، وذهبت أكثر من ضربة رأس قوية لحسام حسن بجوار القائم. وعلى الجانب الآخر كان يمكن للسنغال اقتناص الفوز أيضاً ولاحت سلسلة من الفرص الجيدة للثلاثي كاليلو فاديجا وحسيني ضيوف - نجم المباراة الأول - وهنري كمارا، لكن تسديداتهم وضربات الرأس التي وجهوها افتقدت دائماً للدقة أو للقوة، وتمكن نادرالسيد حارس مرمى مصر من انقاذ هدف مؤكد من تسديدة رائعة لفاديجا في الدقيقة 80، وتدخل بعدها نادر لابعاد الكرة بقدمه قبل فاديجا المنفرد. وقع المدير الفني محمود الجوهري في سلسلة من الأخطاء في التشكيل والخطة، وارتكب لاعبو مصر اخطاء أخرى وتسببت تلك الاخطاء في ضياع فوز مؤكد ونقطتين ثمينتين. أبرز الأخطاء كانت اشراك شادي محمد قلب دفاع الاهلي في مركز الظهير الايسر بدلاً من طارق السعيد المصاب، ولم يسبق لشادي اللعب في هذا المركز مطلقاً، فكان ثغرة كبيرة في الدفاع المصري، وجاءت معظم الهجمات من طريقه حتى تعرض للاصابة وخرج واشترك محمد حمص بدلاً منه، وتمكن من وقف خطورة السنغاليين في هذه الجبهة. وأشرك الجوهري اللاعبين حسام وحازم في الهجوم، وكلاهما لاعب موهوب ولكنهما يفتقدان للسرعة، وفشلا في الافلات من الدفاع السنغالي. ووضع الجوهري ايضاً هاني رمزي مدافع كايزرسلاوترن الالماني في مركز لاعب الوسط، فهبط اداؤه والتصق بالمدافعين وحدثت ثغرة ومساحة واسعة بين الوسط والهجوم. ولم يعط المدرب المصري الحرية لجناحي الوسط ابراهيم حسن وشادي محمد للانطلاق للأمام ودعم الهجوم، واجبرهما على البقاء في الدفاع مما قلل عدد مهاجمي مصر في معظم الأوقات. وحرص لاعبو مصر على إكمال الهجمة دائماً وبحوزتهم الكرة بالوصول الى خط المرمى لإرسال الكرات العرضية او باختراق في عمق منطقة الجزاء، ولم يلجأ احدهم مطلقاً للتسديد القوي من مسافات بعيدة. ووقعوا جميعاً في خطأ مشترك وهو البطء في التحرك للامام او للخلف وفي التمرير وفي التصرف في الكرة او في التسديد، ولم ينفذوا مطلقاً ضغطاً على منافسيهم. المغرب 2 - الجزائر 1 وفي فاس أ ف ب أنقذ المهاجم الدولي المغربي عبدالجليل حدا الملقب ب"كاماتشو" منتخب بلاده من الخسارة امام الجزائر عندما سجل له هدفين في الدقيقتين 51 و75 محولاً تأخره صفر-1 الى فوز 2-1 على استاد الحسن الثاني. وكانت الجزائر البادئة بالتسجيل في الدقيقة 38 بواسطة علي مصابيح، بيد ان كاماتشو سجل هدفين انقذا المغرب من خسارة كانت ستطيح لا محالة برأس المدرب الفرنسي البولندي الاصل هنري كاسبرجاك خصوصاً بعد التعادل المخيب امام ناميبيا صفر-صفر في ويندهوك في الجولة الاولى. وسيطر المنتخب المغربي على مجريات المباراة منذ انطلاقها وسنحت له مجموعة من الفرص الحقيقية للتسجيل فشل مهاجموه في ترجمتها الى اهداف، في المقابل اعتمد المنتخب الجزائري على الهجمات المرتدة بقيادة علي مصابيح وبلال الدزيري شكلت خطورة كبيرة على الدفاع المغربي المندفع الى الهجوم. وافتتحت الجزائر التسجيل من هجمة مرتدة قادها مصابيح الذي استغل تباطؤ المدافع رشيد نكروز وانفرد بالحارس وسدد الكرة داخل الشباك. وكان بامكان الجزائر اضافة اكثر من هدف بسبب ارتباك وتباطؤ نكروز الذي بدا بعيدا من مستواه المعهود. وتابع المغرب سيطرته في الشوط الثاني مع تحسن واضح في اسلوب لعبه، وزاد فعالية خط الهجوم بدخول المهاجم السريع عبدالفتاح الخطاري، الذي ارتكب في حقه خطأ في الجهة اليمنى نفذه يوسف شيبو داخل المنطقة فارتقى كاماتشو فوق الجميع وسدد برأسه كرة قوية عجز الحارس مزاير عن التصدي لها 51. وارتفعت معنويات لاعبي المنتخب المغربي بعد الهدف وزاد ضغطهم الذي اثمر هدف الفوز بعد هجوم منسق قاده يوسف شيبو الذي مرر كرة بينية الى صلاح الدين بصير ومنه عرضية الى كاماتشو غير المراقب لم يجد صعوبة في ايداع الكرة داخل المرمى الخالي 75. وانتفض المنتخب الجزائري بحثاً عن ادراك التعادل لكن من دون جدوى، ليتجمد رصيده عند نقطة واحدة من تعادل مع السنغال 1-1 في عنابة. 12 قتيلاً وفي هراري، لقي ما لا يقل عن 12 شخصاً مصرعهم عند تدافع الحشود لدى مغادرتهم الملعب الوطني بعد ان لجأت الشرطة الى اطلاق القنابل المسيلة للدموع لوقف اعمال شغب وقعت خلال مباراة زيمبابويوجنوب افريقيا ضمن المجموعة الخامسة. وقد تدافع المتفرجون خلال خروجهم من الملعب عندما القت الشرطة القنابل المسيلة للدموع على المتفرجين البالغ عددهم ستين الفاً. وتدخلت قوى الامن عندما القى المتفرجون زجاجات على ارض الملعب احتجاجاً على تسجيل جنوب افريقيا هدفها الثاني، وتوقفت المباراة في الدقيقة 82 والنتيجة 2-صفر. وسيتخذ الاتحاد الدولي لاحقاً قراره بشأن اعتماد النتيجة وتوقيع عقوبات على زيمبابوي. وفي المجموعة ذاتها، حققت غينيا فوزها الثاني على التوالي بتغلبها على ضيفتها بوركينا فاسو بثلاثة اهداف ليولا 13 وسيلا 23 وفايندونو 81 في مقابل هدفين لكامبو 20 وتوريه 72 من ركلة جزاء. وعززت غينيا موقعها في الصدارة برصيد 6 نقاط، في حين تجمد رصيد بوركينا فاسو عند نقطة واحدة. نتائج اخرى وضمن المجموعة الرابعة، حققت تونس فوزاً صعباً على ضيفتها مدغشقر بهدف لمهاجم فرايبورغ الالماني زبير بية 45، وانتزعت الصدارة منها ب4 نقاط في مقابل 3. وفي مباراة ثانية ضمن المجموعة ذاتها، فازت جمهورية الكونغو الديموقراطية على جارتها الكونغو بهدفين لجاسون ماييلي 44 وجان جاك يمويني 74، وصعدت الى المركز الثالث برصيد 3 نقاط بفارق الاهداف خلف مدغشقر، في حين تراجعت الكونغو الى المركز الاخير من دون رصيد، علماً بانها لعبت مباراة واحدة فقط. وضمن المجموعة الاولى، حققت الكاميرون فوزها الثاني على التوالي وكان على حساب شريكتها السابقة في الصدارة انغولا بثلاثة اهداف لاباندا 20 وتشوتانغ 67 و75 في ياوندي. وانفردت الكاميرون بالمركز الاول برصيد 6 نقاط، وتراجعت انغولا الى المركز الثالث برصيد 3 نقاط بفارق الاهداف خلف زامبيا التي تغلبت على توغو بهدفين لميلانزي 31 ونسوفوا 59. وضمن المجموعة الثانية، اكتسحت غانا ضيفتها سيراليون بخمسة اهداف سجلها امواه 13 و60 واكونور 68 وبريكو 75 وادو 87. وانفردت غانا بالصدارة ب3 نقاط بفارق الاهداف امام السودان التي كانت في راحة، ونيجيريا التي خسرت امام مضيفتها ليبيريا بهدف لنوانكوو كانو 35 في مقابل هدفين لوريه 4 و50. كما فازت ليبيريا على نيجيريا 2-1 في منروفيا، وسجل كريستوفر وريه 4 و50 هدفي ليبيريا، ونواكوو كانو 35 هدف نيجيريا.