} قالت مصادر رسمية في الجزائر ان رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل بدأ اتصالات مع وزراء النفط الأعضاء في المنظمة لعقد اجتماع طارئ في فيينا قريباً للنظر في وضع السوق النفطية، ورجحت أن يتم الإعلان عن خفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً. قفزت اسعار النفط في الاسواق الدولية أمس بعد ان قالت مصادر في "أوبك" ان وزير النفط السعودي علي النعيمي عقد اجتماعاً في بون صباح أمس مع ريلوانو لقمان مندوب نيجيريا في "أوبك" وعلي رودريغيز الامين العام للمنظمة للبحث في أوضاع السوق النفطية. والمسؤولون الثلاثة في بون لحضور مؤتمر عن تغيرات المناخ، لكن يعتقد انهم بحثوا في امكان اجراء خفض في انتاج النفط قبل الاجتماع التالي المقرر للمنظمة في 26 أيلول سبتمبر المقبل. وقال النعيمي في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع ان المؤشرات تقول انه يجب على "أوبك" اتخاذ اجراءات حازمة للمحافظة على اسعار النفط بخفض الامدادات مجدداً. وأضاف ان "أوبك" ترى مؤشرات على ان الطلب العالمي على النفط يتراجع لكنها تريد ان تتأكد من صحة هذه المؤشرات قبل ان تلجأ الى خفض الانتاج بهدف دعم الاسعار. وقال لقمان في المؤتمر الصحافي نفسه ان رئيس المنظمة مخول سلطة الدعوة لعقد اجتماع طارىء اذا اقتضت الضرورة ذلك، لكنه رفض التعليق على ما اذا كانت "أوبك" تنوي عقد اجتماع طارىء في وقت قريب. وقال للصحافيين انه من المحتمل ان يكون رئيس "أوبك" قد ارسل توصية بهذا الخصوص عبر الامانة العامة للمنظمة في فيينا. وقال لقمان ان "أوبك" على استعداد للحد من المعروض النفطي اذا انخفضت الاسعار عن النطاق الذي تستهدفه المنظمة وهو بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وأضاف على هامش محادثات المناخ التي تجري في بون: "ما دام السعر داخل النطاق فنحن راضون ... فهذا ليس أمراً سيئاً. أما اذا تدهور السعر فسنفعل شيئاً". وتابع: "نحن لا نريد السماح للاسعار بالانخفاض بشدة". وأضاف: "نحن مستعدون للتحرك. ولسنا بحاجة الى من يحاول المبالغة في الوضع. فاذا اتضحت الحاجة الى خفض الانتاج فلدينا الوسائل لتحقيق ذلك". ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصدر رسمي في وزارة الطاقة وصفته ب"المأذون" قوله ان "منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك قد تعقد اجتماعاً طارئاً في فيينا في تاريخ قريب". وتابعت أن الوزير الجزائري "يجرى حالياً اتصالات مع نظرائه من اجل تحديد تاريخ دقيق لهذا الاجتماع" بسبب "نقص الطلب الناجم عن المخزونات المرتفعة جداً". وقالت مصادر رسمية في الجزائر ان المنظمة تفكر في خفض سقف إنتاجها نحو مليون برميل يومياً، أي ضعف ما تمليه آلية خفض الانتاج من اجل الحفاظ على سعر 25 دولاراً للبرميل الواحد. ولاحظت المصادر أن الارتفاع النسبي لسعر خام "برنت" أمس يمثل أولى نتائج لإعلان "أوبك" عن إمكان عقد اجتماع استثنائي قريباً لمحاولة وقف أي تدهور ممكن للأسعار العالمية للخام. وقال مصدر كبير في "أوبك" أمس ان من المرجح ان تتوصل المنظمة الى قرار في غضون ايام في شأن خفض الانتاج بما يقرب من مليون برميل في اليوم. وأضاف المصدر انه لم يتحدد بعد حجم الخفض المقترح وان الوزراء يجرون اتصالات هاتفية حول حجم الخفض بهدف رفع سعر سلة نفوط "أوبك" الى 25 دولاراً للبرميل. وأشار المصدر ان هناك خلافات في الرأي حول حجم الخفض اللازم لانعاش السوق في ضوء تراجع المعنويات في السوق ولأن من الصعب تقويم العرض والطلب. وقال: "لكن يبدو انه سيكون اقرب الى مليون برميل"، مشيراً الى انه لم يتضح بعد ما اذا كان الوزراء سيعقدون اجتماعاً طارئاً أم يتخذون قرارهم هاتفياً. وارتفع سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم أيلول سبتمبر في بورصة النفط الدولية صباح أمس الى 24.75 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 70 سنتاً على سعر الاقفال السابق معوضاً جزءاً من الخسائر المتواصلة التي تكبدها خلال أيام التعامل التسعة السابقة. لكن "برنت" تراجع في الساعات التالية من التعامل الى 24.58 دولار للبرميل بعد تصريحات للقمان فسرتها الاسواق بأن المنظمة لن تتسرع في خفض انتاج النفط. ولا يزال سعر "برنت" أقل بما يزيد على خمسة دولارات من المستوى الذي سجله في منتصف الشهر الماضي. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس الاميركي في التعاملات الالكترونية لبورصة نيويورك التجارية "نايمكس" في آسيا صباح أمس مع اقبال المستثمرين على الشراء لتغطية ما لديهم من مراكز بيع قبل عطلة نهاية الاسبوع. وبلغ سعر عقود النفط الخام تسليم آب أغسطس الى 24.90 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 20 سنتاً على سعر اقفال الخميس. وكانت عقود النفط الخام اغلقت منخفضة 19 سنتاً في نيويورك يوم الخميس. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط المنظمة السبعة ارتفع أول من أمس الى 22.78 دولار للبرميل من 22.64 دولار للبرميل في اليوم السابق. وتقضي آلية "أوبك" لضبط اسعار النفط بخفض الانتاج بواقع 500 ألف برميل يومياً اذا ظل سعر السلة أدنى من 22 دولاراً لمدة عشرة ايام عمل متواصلة وزيادته بالكمية نفسها اذا ارتفع السعر عن 28 دولاراً للبرميل طوال 20 يوم عمل متواصلة. وتبذل "أوبك" جهوداً حثيثة للحيلولة دون تراجع اسعار النفط في ضوء تباطؤ الطلب الذي يترافق مع تباطؤ معدلات نمو الاقتصاد العالمي والذي يعود في جزء منه الى صعود اسعار النفط لمدة عامين. وعلى الرغم من التخفيضات الانتاجية التي تبنتها "أوبك" في وقت سابق من السنة الجارية والتي بلغت 2.5 مليون برميل يومياً، او ما يعادل تسعة في المئة من انتاج المنظمة، الا ان المخزونات العالمية من النفط ارتفعت بسرعة كبيرة فاقت التوقعات بكثير وذلك في الوقت الذي يتلاشى فيه نمو الطلب. ويزيد حجم المخزونات الاميركية من النفط الخام البالغ حالياً 316 مليون برميل عن مستواه في الفترة نفسها في العام الماضي بمقدار 24 مليون برميل فيما تظهر مخزونات الولاياتالمتحدة من البنزين وزيت التدفئة المازوت زيادة مجمعة يبلغ مقدارها 21 مليون برميل. وعاودت المخزونات الاوروبية والاسيوية ايضاً تحقيق فائض. انتاج "أوبك" وقالت الامانة العامة ل"أوبك" في فيينا أمس ان تجاوزات حصص الدول الاعضاء في المنظمة في حزيران يونيو الماضي زادت لكن الانتاج بشكل عام انخفض بسبب تراجع امدادات العراق. وقالت الامانة في تقريرها الشهري ان انتاج "أوبك" هبط الى 25.81 مليون برميل يومياً في حزيران من 27.476 مليون برميل يومياً في أيار مايو بسبب انخفاض انتاج العراق.