قرر وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أمس زيادة انتاج دولهم بمقدار 800 الف برميل يومياً، ابتداء من 1 تشرين الاول أكتوبر المقبل، على ان تعقد المنظمة اجتماعاً في 12 تشرين الثاني نوفمبر لدرس اوضاع اسواق النفط. راجع ص11 وجاء الاعلان عن اتفاق زيادة الانتاج قبل انتهاء وزراء الدول الاعضاء في المنظمة من درس المواضيع الاخرى المدرجة على جدول الاعمال، ومن أهمها اختيار الامين العام الجديد للمنظمة الذي سيخلف الامين العام الحالي ريلوانو لقمان. وقرر الوزراء البحث في هذه القضية اليوم، مع احتمال تأجيل بتها حتى قمة زعماء "أوبك" المقرر عقدها في كاراكاس في 26 الشهر الجاري. وقالت مصادر الصناعة النفطية ان زيادة الانتاج بمقدار 800 الف برميل يومياً هي تثبيت للوضع القائم، اذ تنتج دول المنظمة الآن 29.2 مليون برميل يومياً تشمل انتاج العراق البالغ نحو ثلاثة ملايين برميل يومياً، في مقابل 25.4 مليون برميل سقف الانتاج السابق للمنظمة. وأجمع وزراء "أوبك"، وفي مقدمهم وزير النفط السعودي علي النعيمي، على عدم وجود نقص في العرض النفطي، وعلى ان الموضوع مرتبط بالمصافي والنقص في المشتقات والمضاربات في اسواق النفط الدولية. وتوقعوا ان تؤثر الزيادة التي أقروها أمس على الاسعار. ونقلت وكالة انباء الامارات عن النعيمي ان "اوبك" مستعدة لاقرار زيادة جديدة في الانتاج في تشرين الثاني. وتساءلت مصادر صناعة النفط الاميركية، التي حضرت الى فيينا لمراقبة اجتماع "أوبك" واجراء المشاورات مع وزراء المنظمة، عن نيّات الحكومة الاميركية في شأن استخدام مخزون النفط الاستراتيجي لخفض الاسعار، اذا استمرت على ما هي عليه، اذ تجاوزت اسعار الخام في الاسواق الدولية حاجز 35 دولاراً للبرميل لخام القياس الاميركي "غرب تكساس" و34.5 دولار للبرميل لخام القياس البريطاني "برنت". ويقدر المخزون الاميركي الاستراتيجي بحسب الارقام الرسمية بنحو 520 مليون برميل. وتوقع بعض المصادر النفطية الاميركية ان تستخدم الحكومة الاميركية في الشهرين المقبلين نحو 30 مليون برميل من المخزون الاستراتيجي، أي بمعدل 500 الف برميل يومياً، في حين استبعدت ذلك مصادر أميركية أخرى، مشيرة الى ان الحكومة ستنتظر تأثير قرار "أوبك" امس زيادة الانتاج على الاسواق والامدادات قبل اتخاذ قرار. وتنتظر الصناعة النفطية تفاعل الحكومة الاميركية مع زيادة انتاج "أوبك" سواء كانت ستلجأ الى استخدام المخزون الاستراتيجي أم لا. وعلى رغم ان الزيادة التي أقرتها "أوبك" تخضع لحصص الانتاج في المنظمة، الا ان الزيادة الفعلية هي من السعودية التي زادت انتاجها في الشهرين الماضي والجاري بنحو 600 الف برميل يومياً، وقد تضيف اليها 200 الف برميل يومياً، نظراً الى انها الدولة الوحيدة التي تملك طاقة انتاجية اضافية كبيرة، في حين تملك الامارات نحو 150 الف برميل والكويت 200 الف برميل، علماً ان الاخيرة تواجه بعض المشاكل في الانتاج على المدى القصير.