يكاد ينعقد إجماع لدى أفراد الأسرة الأردنية على اختيار غرف المكاتب مكاناً لوضع أجهزة الكومبيوتر فيها. ولم يشذ عن هذه القاعدة ممن إلتقتهم "الحياة" إلاّ سيدة واحدة وضعت الجهاز الجديد الذي ابتاعته حديثاً... في المطبخ، ليتسنى لها "اللعب عليه، فيما أعد الطعام" على ما قالت. وأضافت "أم رمزي" 38 عاماً: "أحياناً أقوم بالمحادثة الشات وأنا أطهو، أو أغسل الصحون والأواني"، من دون أن تشعر أنها بذلك تعرض الكومبيوتر للخطر : "كلا، فالمطبخ عندي واسع، وأنا حريصة جداً على المحافظة على الجهاز، فقد اشتريته ب700 دينار أردني نحو 1000 دولار". وبسؤالها عن سبب اختيار المطبخ لا غرفة المكتب، مثلاً، لوضع الجهاز، قالت: "أنا أمضي أكثر وقتي في المطبخ، أطهو، وأجلي، وأغسل، وأكوي... وقد أضفت أمراً آخر، هو أن أشتغل على الكومبيوتر وبرامج الإنترنت". وفي المقابل، وضع أكرم سعد الدين 42 عاماً جهاز الكومبيوتر قرب التلفزيون في غرفة الضيوف، ليمنح المكان "شكلاً فخماً"، بحسب قوله. ولدى استيضاحه المقصود بالفخامة، أشار إلى أن "الناس يهتمون، هذه الأيام، بالمظاهر، وأنا أسير مع الركب". وأضاف: "أريد لضيوفي أن يعرفوا أن لدي جهاز كومبيوتر، وأنني رجل عصري أتابع تطورات العلم والتكنولوجيا". وفكرت فريال الشناوي 21 عاماً في مكان آخر، من وحي العيش المنزلي المشترك وعلاقاته. وقالت: "أخوتي مشاغبون وربما خربوا الجهاز، لذا أضعه في غرفتي المشتركة مع أختي، وإذا أراد أي من أفراد الأسرة استخدامه، فليكن ذلك تحت مراقبتي وإشرافي". ويميل أغلب مقتني أجهزة الكومبيوتر إلى اختيار غرف المكاتب. وترى دينا المصري 19 عاماً أن الكومبيوتر "يقدم إلينا خدمات، لذا ينبغي أن نصونه وندلله. اشتريت له طاولة بدرج متحرك للوحة المفاتيح، وجعلته متاحاً لأشقائي الثلاثة". وعن سبب اختيار المكتب لوضعه، تساءلت مستغربة: "... وأين أضعه إذاً؟". ويقول أشرف بدران 22 عاماً الذي يدرس في كلية الهندسة المدنية في الجامعة الأردنية: "لا أستغني عن الكومبيوتر، وأنفذ بواسطته كل تصاميمي، وفي لحظات الفراغ أستخدم الإنترنت وأتصفح المواقع المختلفة، وأتصل بآخرين عبر غرف الدردشة الشات". وجعل الطالب غسان أحمد 15 عاماً جهازه إلى جوار سريره في غرفة نومه التي هي أيضاً غرفة دراسته الخاصة: "رجوت أبي أن يضعه في غرفتي، بدلاً من غرفته، واشتريت كرسي مكتب رأيته في أحد معارض المفروشات".