لوساكا - أ ف ب ، رويترز - افتُتحت في لوساكا امس القمة ال37 والاخيرة لمنظمة الوحدة الافريقية التي من شأنها ان تعلن ولادة الاتحاد الافريقي. واستهلت القمة اعمالها مع تأخير اكثر من ساعة بالنسبة الى البرنامج المقرر واعلن افتتاح القمة رئيس المنظمة المنتهية ولايته غناسينغبي اياديما رئيس دولة التوغو. وقبل الافتتاح الرسمي، عقد رؤساء الدول المشاركون اجتماعاً مغلقاً بحثوا خلاله في انتخاب الامين العام الجديد للمنظمة. وحضر حفل الافتتاح كوفي انان الامين العام للامم المتحدة والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ويذكر ان السلطة الفلسطينية تتمتع بصفة المراقب في منظمة الوحدة الافريقية. وكان اول المتكلمين رئيس زامبيا فريديريك شيلوبا الذي سيخلف الرئيس التوغولي في رئاسة المنظمة. وفي اشارة الى تحول منظمة الوحدة الافريقية الى اتحاد افريقي، اعتبر ان هذه المرحلة تمثل "تطوراً لافتاً يوازي في اهميته قيام المنظمة نفسها عام 1963". وتحدث الأمين العام للمنظمة المنتهية ولايته سالم احمد سالم عن "انطلاقة جديدة لافريقيا" مشدداً على "الانجازات" التي حققتها القارة التي نجحت، خلال العقود الثلاثة الماضية، في "القضاء على الاستعمار والعنصرية المؤسساتية". واعتبر ان قيام الاتحاد الافريقي الذي يفترض ان يجد حلولاً لهموم الافارقة الصحة والنزاعات والظروف المعيشية يمثل "فرصة عظيمة لافريقيا". وقال: "ان هذه القمة يجب ان تقدم اجوبة على اسئلة تشغل شعوبنا، ومن بين هذه الاسئلة: ماذا سيكون عليه شكل وطبيعة الاتحاد الذي نؤسسه. هل الاتحاد هو فقط منظمة الوحدة الافريقية باسم مختلف؟". وقال انان ان "هذا المؤتمر القمة يحمل في ذاته املاً كبيراً لشعوب افريقيا". واضاف "ولكن، في سييراليون وبوروندي وانغولا والسودان والصحراء الغربية، نواجه نزاعات وازمات حكم وامن لا تزال قائمة وتهدد بإحباط آمالنا من اجل قيام اتحاد افريقي يعمل من اجل السلام والازدهار" في القارة. وفي ختام الافتتاح الرسمي، سينتخب المشاركون في القمة الأمين العام الجديد للمنظمة مكلف ادارة مرحلة انتقالية مدتها عام على الاقل باتجاه الانتقال الى الاتحاد الافريقي. وينبغي الافادة من هذه المرحلة من اجل تشكيل المنظمات المستقبلية للاتحاد خصوصاً المفوضية ومجلس الوزراء. ويتنافس ثلاثة مرشحين لمنصب الامين العام للمنظمة هم الغاني لانسانا كوياتي الامين العام للمجموعة الاقتصادية في دول افريقيا الغربية ووزير الخارجية السابق في ساحل العاج عمارة ايسي ووزير الخارجية الناميبي ثيو بن - غوريراب. وسيبحث المسؤولون الافارقة ايضاً في النزاعات الرئيسية في القارة، خصوصاً في جمهورية الكونغو الديموقراطية وبوروندي وانغولا كما سيبحثون في البرنامج الشامل من اجل التنمية في افريقيا. وسيكون للاتحاد الافريقي الذي تأسس وفقاً لنموذج التجمعات الاقليمية القوية في اوروبا وآسيا واميركا الشمالية مؤسسات مثل برلمان ولجنة تنفيذية ومحكمة وبنك مركزي. وكانت 32 دولة فقط من بين الدول الاعضاء في منظمة الوحدة الافريقية ومجموعها 53 دولة حصلت على استقلالها عند تأسيس المنظمة العام 1963. وكرست منظمة الوحدة الافريقية معظم جهودها في محاربة الاستعمار والتمييز العنصري في جنوب افريقيا. ويقول محللون ان المنظمة عجزت عن انهاء الصراعات التي يلقى باللوم عليها في عرقلة التنمية في افقر قارات العالم من جراء نقص الموارد المالية والسلطة السياسية. ووقع 30 رئيس دولة على ميثاق منظمة الوحدة الافريقية خلال ساعات من الجلسة الافتتاحية العام 1963، الا ان ميثاق الاتحاد الافريقي واجه مشقة منذ بدء عملية اعداده في سرت في ليبيا في التاسع من ايلول سبتمبر 1999. وكانت جنوب افريقيا ونيجيريا آخر دولتين توقعان على المعاهدة في نيسان ابريل الماضي بعدما ترددتا في البداية. وبتوقيعهما حصلت المعاهدة على توقيعات الثلثين المطلوبة حتى تبدأ في السريان. لكن عدداً من المحللين الافارقة يشكون في ان تكون الكتلة الجديدة مزودة بوسائل افضل للحفاظ على السلام في القارة المضطربة.