} أعدت الحكومة السودانية أمس لاعلان التعبئة والاستنفار. وعقد قادتها لقاءات طارئة متلاحقة عكست خطورة الأوضاع الأمنية في الجنوب، بعد استيلاء "الجيش الشعبي لتحرير السودان" على مواقع مهمة في ولاية بحر الغزال. وأعلن الرئيس عمر البشير الاستعداد لإفشال مخطط العقيد جون قرنق للاستيلاء على مدينة واو ثانية أكبر مدن الجنوب واعلان دولته في بحر الغزال. وتعهد ب"الدفاع عن النفط حتى الموت". في غضون ذلك قرر البرلمان تمديد العمل بقوانين الطوارئ لمدة ستة شهور. قال الرئيس السوداني عمر البشير في خطاب أمام نواب الحزب الحاكم في اطار الاعداد لاقرار تمديد العمل بحال الطوارئ ان "الحركة الشعبية لتحرير السودان" فشلت في احتلال جوبا أكبر مدينة في الجنوب لاعلان دولتها، "وتحاول جاهدة الاستيلاء على واو ثم التوغل الى مناطق انتاج النفط ونقل العمليات الى ولايات دارفور الغربية لشغل الحكومة بجبهة جديدة". وتابع ان "قواتنا جاهزة لردع أي عدوان، وسنوقف هذا العبث. هذه البلاد لن يحكمها إلا أهلها ولن نسلمها لعميل أو متمرد وسنقاتل من أجل البترول حتى نموت". وأضاف ان الحركة التي يقودها العقيد جون قرنق "تسعى بدعم من أميركا لطرد الشركات العاملة في انتاج النفط وإبدالها بشركات أميركية". وتعهد ب"تلقين المتمردين درساً نهائياً في بحر الغزال في مناطق واو وراجا واويل التي هدد قرنق باجتياحها. ودعا قوات "الدفاع الشعبي" الى الانخراط في معسكرات التدريب والتوجه الى مناطق العمليات. الى ذلك، عقد النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه لقاء أمس في مقر الرئاسة حضرته غالبية الوزراء وقادة الجيش والخدمة المدنية والاتحادات المهنية والنقابات. ودرس الاجتماع الأوضاع العسكرية في جنوب البلاد والموقف السياسي، وأقر تشكيل لجنة عليا للتعبئة والاستنفار لمواجهة المخاطر. وينتظر ان يعقد البشير لقاء مماثلاً اليوم مع قادة النقابات ومؤسسات المجتمع المدني. وأكد وزير الخارجية مصطفى عثمان في مؤتمر صحافي أمس ان حالة التعبئة والاستنفار ستستمر حتى تسترد الحكومة المواقع التي استولت عليها حركة التمرد في بحر الغزال. وحمل بشدة على قرنق ووصفه بأنه "انفصالي وتاجر حرب ولا يهمه إذا فنى الجنوب عن آخره"، مؤكداً ان حملة قرنق العسكرية لن تحقق أهدافها كما حصل في 3 محاولات سابقة للاستيلاء على جوبا واستيلائه على واو لمدة عشر ساعات قبل أن يجبر على مغادرتها في العام 1998. وأعلن توليه الاشراف موقتاً على ملف السلام بعد إقالة مستشار الرئيس للسلام واتهم واشنطن بالانحياز الى جانب المعارضة. في موازاة ذلك، أقر البرلمان أمس تمديد حال الطوارئ المفروضة على البلاد منذ 18 شهراً حتى نهاية كانون الأول ديسمبر المقبل. وبرر ذلك ب"المهددات الأمنية في الجنوب والشرق والنهب المسلح في الغرب". وأيد 256 نائباً من اعضاء الحزب الحاكم تمديد الطوارئ، ورفض أربعة وامتنع اثنان، فيما قاطع مستشار الرئيس لشؤون السلام السابق مكي علي بلايل الجلسة بحجة عدم منحه فرصة للحديث. وقال رئيس لجنة التشريع والعدل في البرلمان الدكتور اسماعيل الحاج موسى الذي قدم توصية الى البرلمان بتمديد الطوارئ ان "المهددات والمخاطر التي تجابه السودان تتطلب اصدار قرارات قوية وحازمة لا تتوفر إلا في ظل الطوارئ". استيلاء على حاميتين على صعيد آخر، أعلن "الجيش الشعبي لتحرير السودان" ان قواته حققت انتصارات جديدة في اقليم بحر الغزال باستيلائها على حاميتين. وأوضح بيان أصدره الناطق باسم الحركة ياسر عرمان ان قواته استولت على حاميتي يابلو وخور قنا، وأنها تحاصر حامية ثالثة تعد إحدى النقاط الخارجية لمدينة واو عاصمة الاقليم. وعن سير المعارك في منطقة جبال النوبة في الغرب، أكد ان قواته "الحقت هزيمة" بهجوم حكومي في المنطقة استمر من 22 أيار مايو الماضي وحتى الثاني من الشهر الجاري. وأفاد ان الجيش الحكومي "أحرق 8 آلاف منزل بهدف إجلاء المواطنين". وكانت الحركة اعلنت الاسبوع الماضي استيلاءها على عدد من الحاميات العسكرية وأهمها مدينة راجا في ولاية بحر الغزال. وفي نيروبي، اف ب اعلن ناطق باسم "الجيش الشعبي" ان طائرة "انطونوف" حكومية اسقطت قنابل امس قرب طائرة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي كانت تنقل مساعدات انسانية الى باروت في الجنوب ما اوقع قتيلين من السكان المدنيين. وقال الناطق سامسون كواجي ان امرأتين قتلتا في باروت في شمال ولاية بحر الغزال في الغارة الجوية التي اطلقت خلالها 12 قنبلة. واكدت الناطقة باسم البرنامج في نيروبي بريندا بارتون حصول القصف معلنة ان ليس لديها معلومات في شأن سقوط ضحايا من المدنيين. واضافت ان حادثا وقع في باروت بين طائرة "انطونوف" وطائرة تابعة للبرنامج كانت تلقي مواد غذائية، موضحة ان البرنامج ابلغ الخرطوم بذلك. واضافت: "نحن قلقون، ان اي تكرار سيعرض العملية الانسانية في الجنوب السودان للخطر".