اعلن الرئيس عمر البشير عقب زيارة لمدينة واو ثانية كبرى مدن الجنوب السوداني امس، ان الجيش الحكومي بدأ مرحلة استعادة بلدات احتلها "الجيش الشعبي لتحرير السودان" خلال هجوم مستمر حاليا في ولاية غرب بحر الغزال. ودحضت زيارة البشير الى واو عمليا مزاعم المتمردين بقيادة العقيد جون قرنق، بان المدينة باتت محاصرة وفي مرمى مدفعيتهم. ورافق البشير في زيارته التي استمرت ساعات اربعة من رؤساء تحرير الصحف السودانية وعدد من المسؤولين. واكد رؤساء التحرير ان الزيارة التي لم تكن معلنة اثبتت لهم ان المدينة تشهد هدوءا وان المواطنين يمارسون حياتهم فيها بصورة طبيعية، وان ليس هناك ما يشير الى ان واو تعاني خطرا وشيكا. وكانت حركة التمرد اعلنت قبل ايام انها تمهل السكان المدنيين اسبوعا قبل شن هجومها على المدينة وحذرتهم من البقاء فيها. وقال البشير لدى عودته الى الخرطوم مساء امس، ان الجيش "بدأ مرحلة استعادة مدينة راجا" التي سيطر عليها قرنق الشهر الجاري "وسائر منطقة بحر الغزال الكبرى". وكان المتمردون استولوا في الاعوام الماضية على مدينة رومبيك عاصمة ولاية البحيرات وواراب عاصمة ولاية واراب واجزاء اخرى من الاقليم. واضاف ان "الجيش سيلقن المتمردين درسا قاسيا، وسيطردهم من المناطق التي سيطروا عليها في بحر الغزال". واطلع البشير خلال الزيارة على الترتيبات الامنية والعسكرية لرد الهجوم، واشاد بالروح القتالية للجيش وخاطب لقاء جماهيريا في المدينة والتقى القيادات العسكرية والحكومية فيها. وحمل بشدة على قرنق ووصفه بانه "تاجر حرب لا يرغب في السلام ويسعى الى اطالة امد الحرب". في غضون ذلك، أ ب اعلن الناطق باسم حركة قرنق في نيروبي سامسون كواجي امس، ان "قواتنا تحاصر واو وهي علي بعد 10 كيلومترات فقط من المدينة". واضاف كواجي الذي كان يتحدث في الوقت الذي كان فيه البشير يزور المدينة ان "واو باتت في مرمى مدفعيتنا". وكرر دعوة المدنيين الى اخلاء المدينة "ضمانا لسلامتهم". واكد كواجي: "اننا نحاصر المدينة ونخطط للاستيلاء عليها". الى ذلك، اعلنت منظمات انسانية انها اجلت موظفيها الاجانب من المدينة وعددهم 24 شخصا خلال اليومين الماضيين.