حذر ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن العزيز من "الثأر العربي". واعتبر ان "الاحتلال والاستيطان اصل البلاء" وان الانتفاضة الفلسطينية هي"مهر الحرية والاستقلال". وناشد "الحكمة في الولاياتالمتحدة واوروبا للتصدي الى دورهما التاريخي تجاه عملية السلام"، منبهاً الى أن "العنف لايولد إلاّ العنف". واسفرت محادثات الأمير عبدالله والرئيس السوري بشار الأسد عن اتفاق على مبدأين: "التمسك بالشرعية الدولية بكل عناصرها" و"عدم اعطاء مبرر التصعيد" لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. ووصل الأمير عبدالله الى برلين مساء حيث استقبله المستشار الالماني غيرهارد شرودر الذي اصطحبه الى المبنى الجديد للمستشارية. وبعد كلمات الترحيب عقد اجتماع تركّز، حسب مصادر المانية، على الوضع في الشرق الاوسط والعلاقات الثنائية. واوضحت المصادر ان الجانبين يؤيدان احياء مساعي السلام، ويعطيان اولوية لتطبيق توصيات "تقرير ميتشل". وبالنسبة الى التعاون الاقتصادي قالت المصادر ان الجانب السعودي يريد تشجيع الاستثمارات المشتركة وتسهيل انتقال رؤوس الاموال بين البلدين. راجع ص 4 جهود مصرية وفي واشنطن قالت مصادر ديبلوماسية ان مصر تقوم بجهود مكثفة بعيدة عن الاضواء من اجل تدعيم وقف اطلاق النار تمهيداً لبدء الحوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين. واوضحت المصادر ان الرئيس المصري حسني مبارك اجرى اتصالات عدة مع الرئيس الفسطني ياسر عرفات لحضّه على اتخاذ اجراءات امنية لتثبيت وقف النار. واضافت ان واشنطن واسرائيل عبّرتا عن ارتياحهما لقرار القاهرة الموافقة على تعيين السفير الاسرائيلي الجديد جدعون بن عامي، كما اشارت المصادر الى ان عودة السفير المصري الى اسرائيل ستكون اثناء مرحلتي تدعيم الثقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في حال صمد وقف النار ومرت مرحلة "التبريد" من دون تفجيرات وتصعيد لأعمال العنف. وكان مدير الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي إي جورج تينيت توقف امس في القاهرة حيث التقى الرئيس مبارك ثم انتقل مساءً الى عمان قبل ان يتوجه اليوم الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية. واعتبر مسؤول اسرائيلي ان زيارة تينيت ستكون "حاسمة"، قائلاً انه "سيكون في وسعه ابلاغ الرئيس الاميركي جورج بوش ما اذا كان الوضع اصبح ناضجاً لتطبيق توصيات ميتشل، واعادة الفلسطينيين والاسرائيليين الى طاولة المفاوضات. وفي اطار الجهود الديبلوماسية لتثبيت وقف النار، اعلن في بروكسيل امس ان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ورئيس الوزراء السويدي غوران بيرشون سيقومان بجولة قصيرة في نهاية الاسبوع الجاري في الشرق الاوسط. وقالت الناطقة باسم سولانا ان "تحالفاً دولياً من اجل السلام" في الشرق الاوسط قد تشكل، وان الاوروبيين والاميركيين والروس يتحدثون بصوت واحد للمطالبة بتطبيق توصيات لجنة ميتشل. تشديد الحصار الاسرائيلي...و اجراءات فلسطينية وسجلت أمس انتهاكات من الجانب الاسرائيلي لوقف النار، سواء من جانب المستوطنين الذي هاجموا قريتي الساوية واللبن الشرقي قرب نابلس شمال الضفة الغربية، او من جانب الجيش الذي شدد حصاره للاراضي الفلسطينية، وقام في خطوة غير مسبوقة بوضع بوابة حديد على المدخل الغربي لقرية الخضر قرب بيت لحم، ما ادى الى عزل القرية وقطع الطريق الموصل الى ثماني قرى مجاورة. وبخلاف ما اعلنه وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر من ان الحصار سيخفف، واصل الجيش الاسرائيلي حصاره للاراضي الفلسطينية، فمنع دخول السلع الاساسية من وقود وادوية واغذية، كما منع حركة الفلسطينيين، فيما انتشرت الدوريات العسكرية الراجلة والمحمولة على الحواجز التقليدية والجديدة، وعملت الجرافات العسكرية على حفر الطرق والخنادق واقامة سواتر ترابية. كذلك واصل مسؤولون اسرائيليون هجومهم على الرئيس ياسر عرفات. ووصفه شارون بأنه "كاذب وقاتل"، مضيفاً انه "رئيس للارهابيين والقتلة". في مقابل ذلك، واصل الجانب الفلسطيني جهوده لتثبيت وقف النار. وزار المدير العام للاستخبارات العامة الفلسطينية اللواء امين الهندي ومدير الأمن العام في قطاع غزة، أمين سر مجلس الأمن الأعلى اللواء عبد الرازق المجايدة جنوبغزة، وعقدا اجتماعاً في حضور محافظ رفح عبدالله أبو سمهدانة لدرس سبل وضع قرار وقف النار موضع التنفيذ الدقيق، خصوصاً في رفح، كما التقيا قادة ميدانيين من الاجهزة الأمنية في رفح وخان يونس. وصرح المجايدة بأن تسيير دوريات مشتركة من الاجهزة الأمنية الفلسطينية كان من أهم القرارات التي اتخذها المجتمعون في رفح امس. واضاف انه لمس تجاوباً من المعارضة والمجموعات الاخرى لقرار وقف النار. كذلك كشف أبو سمهدانة ان رفح "ستكون موقعاً رئيسياً للاميركيين والأوروبيين لمراقبة وقف النار".