سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المستوطنون صعدوا اعتداءاتهم على الفلسطينيين بعد قتل اثنين منهم في الضفة . حكومة شارون تعيد النظر في احترام وقف النار وترفض الموافقة على جدول زمني لرفع الحصار
} لوحت اسرائيل ب"اعادة النظر" في تفاهم وقف النار مع الفلسطينيين بعد نحو ثلاث ساعات من المشاورات الامنية ترأسها رئيس الحكومة ارييل شارون بحضور عدد من الوزراء ومشاركة رؤساء الاجهزة الامنية الاسرائيلية وذلك في اعقاب مقتل مستوطنين يهوديين في الضفة الغربية. وشهدت الاراضي الفلسطينية المحتلة تصعيداً نوعياً لاعتداءات المستوطنين اليهود على المواطنين. تبنى وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز رواية مجلس المستوطنات اليهودية المقامة على الاراضي الفلسطينية بالكامل في ما يتعلق بمقتل مستوطنين يهوديين بالقرب من نابلس وطولكرم خارج مناطق السلطة الفلسطينية اول من امس وذلك عندما قال لسفراء دول الاتحاد الاوروبي في تل ابيب ان قتل المستوطنين جاء نتيجة "التسهيلات" التي ادخلها الجيش الاسرائيلي على الحصار المشدد الذي تفرضه سلطات الاحتلال على الاراضي الفلسطينية. وجاءت تصريحات بيريز مطابقة لما ورد في بيان اصدره المستوطنون اول من امس واتهموا شارون بالمسؤولية المباشرة عن مقتل المستوطنين "لوقوعه في فخ اتفاق وقف النار ورفع الحصار المفروض على المدن الفلسطينية". واعتبر بيريز العمليتين "خرقاً خطيراً لوقف النار"، مضيفاً ان اعلان حركة "فتح" مسؤوليتها عن حادثي اطلاق النار "يصب الزيت على النار" واصفاً الوضع بأنه "خطير جداً". وطالب السلطة الفلسطينية باعتقال "منفذي ومخططي العمليات"، مضيفا أن "لدى الفلسطينيين قائمة بهؤلاء وعليها اعتقالهم". وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون ترأس اجتماعاً امنياً شارك فيه وزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر الذي قطع زيارته الى باريس وبيريز نفسه والوزيران سلفان شالوم وايلي يشاي تم الاستماع خلاله الى تقارير رؤساء الاجهزة الامنية الاسرائيلية المختلفة حول الوضع على الارض وما تمخض عنه الاجتماع الامني الثلاثي الطارئ الذي عقد مساء الاثنين. واعلنت مصادر اسرائيلية سياسية بعد الاجتماع ان شارون "يعيد تقويم وقف النار مع الفلسطينيين في ضوء تواصل العمليات والتحريض من قبل الفلسطينيين". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن هذه المصادر قولها أن صانعي القرار السياسي في اسرائيل "يعيدون النظر في وقف اطلاق النار". وقال بن اليعيزر: "الفلسطينيون لا يلتزمون وقف النار وهذا يحتم علينا اعادة النظر في سياسة ضبط النفس من جانبنا". اما الوزير يشاي فقال ان المجلس الوزاري المصغر سيقرر في جلسته المقررة اليوم الاربعاء "اذا ما اتضح خلال الايام المقبلة مثلما رأينا امس الاثنين بعد مقتل مستوطنين اسرائيليين، ان عرفات لا يفي بالتزاماته فليكن واضحاً للجميع اننا سنعيد النظر في الاوضاع وفي الخطوات الواجب اتخاذها"، مضيفاً ان الرد الاسرائيلي سيحدد في القريب العاجل. ورجحت مصادر ديبلوماسية ان لا يعمد شارون الى تغيير سياسته الراهنة ازاء الفلسطينيين الى ان ينهي زيارته المقررة الاسبوع المقبل للبيت الابيض. ووصف العميد عبدالرازق المجايدة الاجتماع الامني الاخير بانه كان "صعباً"، مشيراً إلى ان الجانب الاسرائيلي اعلن انه لن يبحث في مسألة وضع جدول زمني لاعادة انتشار الجيش الاسرائيلي "الا بعد ان يضمن الهدوء". واوضح ان التدخل الاميركي في الاجتماع تمخض عن التوصل الى مخرج باجراء اجتماعين متوازيين اليوم الاربعاء احدهما كان مقررا وفقا لمذكرة تينيت لتطرح اسرائيل خلاله جدولاً زمنياً واضحاً لخطوات رفع حصارها عن الاراضي الفلسطينية وسحب قواتها الى الاماكن التي كانت فيها عشية الثامن والعشرين من ايلول سسبتمبر الماضي، والثاني "روتيني للبحث في المشاكل العالقة بين الطرفين" كما قال المجايدة. وكشف المسؤول الفلسطيني ان مندوب ال "سي اي ايه" تحدث "بنبرة عالية وقال إنه يجب على الطرفين ان ينفذا الاتفاق كما هو ومساعدة القيادة السياسية للدخول في مفاوضات سياسية". غير ان وسائل الاعلام الاسرائيلية تحدثت أمس عن رفض حكومة شارون الخوض في جدول زمني لرفع الحصار بحجة ان وقف النار لم يتحقق على ارض الواقع. ونفى المجايدة ان يكون قد طلب من الفلسطينيين "قضايا جديدة" موضحاً ان الالتزام الفلسطيني بوثيقة تينيت محدد ب"تثبيت وقف النار ومنع وقوع عمليات او استخدام اراضي السلطة للقيام بأعمال تضر بالعملية السلمية"، في اشارة الى الرفض الفلسطيني للمطلب الاسرائيلي بوقف اطلاق النار من قبل الفلسطينيين خارج مناطق السلطة وفي الاراضي التي ما زالت تخضع للاحتلال الاسرائيلي. واتهم المجايدة الطرف الاسرائيلي بالسعي الى "فرض واقع جديد خارج عن اطار التفاهم ويحاول ربط تنفيذ الاتفاق بالهدوء والوضع الامني". وتوترت الاوضاع الامنية في الاراضي الفلسطينية بشكل خطير امس بعد ان صعد المستوطنون اليهود اعتداءاتهم على المواطنين خصوصاً في منطقة قلقيلية حيث أكد شهود عيان ان مستوطناً يهودياً اطلق النار باتجاه سيارتين فلسطينيتين كانتا تمران على شارع قلقيلية - نابلس من مسدسه. وقالت المصادر ذاتها، ان "معجزة" فقط حالت دون وقوع اصابات، إذ اصاب رصاص المستوطن احدى السيارتين. وكانت مجموعة متطرفة يهودية اعلنت مسؤوليتها عن حادث اطلاق نار وقع بالقرب من بلدة حزما في منطقة القدس الاسبوع الماضي وراح ضحيتها فلسطيني واصيب ثلاثة آخرون بجروح متوسطة. وبالقرب من حلحول شمال مدينة الخليل اغلق المستوطنون بالحجارة شارعاً كانت قوات الاحتلال الاسرائيلي فتحته اول من امس وحالوا دون تحرك الفلسطينيين عليه. واقتحم عشرات المستوطنيين اليهود يساندهم الجنود الاسرائيليون بلدة ام صفا شمال غربي رام الله بعد مقتل مستوطن يهودي في المنطقة واعتدوا على منازل المواطنين وحطموا عدداً من السيارات. ونقل عن اهالي القرية انهم عاشوا ليلة من الرعب المتواصل جراء اعتداءات المستوطنين والجنود الذين شنوا حملة اعتقالات واسعة في صفوف الشبان.