تواصلت أمس اللقاءات التي أجراها مسؤولون أميركيون وأوروبيون في الاراضي الفلسطينية واسرائيل، وتركزت على مسألتين، الاولى تثبيت وقف اطلاق النار الهش الذي وُضع على المحك بعد استشهاد ثلاث فلسطينيات بشظايا قذائف مدفعية اسرائيلية في قطاع غزة ليل السبت - الاحد، ما دفع الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط وليام بيرنز الى ابداء "أسفه الشديد" ودعوته اسرائىل الى تجنب "تعريض حياة المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم للخطر". راجع ص 3 و4 اما المسألة الثانية فتناولت الردود التي يتوقع ان يقدمها الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي على الخطة التي قدمها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي جورج تينيت، والتي باتت تعرف ب"ورقة تينيت". وكان مقرراً ان يقدم الجانبان ردودهما خلال اجتماع امني عقد مساء امس بحضور تينيت. لكن الاجتماع ارجئ الى اليوم بعدما اعتبر تينيت ان الاجوبة الفلسطينية غير كافية. وتوقعت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى ان توافق السلطة الوطنية في نهاية المطاف على "الشروط" الاسرائيلية لما يسمى ب"وقف العنف"، في حال تم الاتفاق على آليات لتنفيذ توصيات "لجنة ميتشل" والمبادرة المصرية - الأردنية، وبضمانات دولية، خصوصاً أميركية وأوروبية. وقالت هذه المصادر ل"الحياة" ان التزام اسرائيل تنفيذ ذلك، وفق آليات محددة متفق عليها سلفاً وبضمانات دولية واستناداً الى مرجعية عملية السلام والقرارات الدولية، بمثابة شرط لقبول الفلسطينيين "الشروط الاسرائيلية المتمثلة بوقف التحريض في وسائل الاعلام الفلسطينية، وجمع مدافع الهاون، واعتقال اعضاء في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي". وشددت المصادر على ان اعتقال ناشطين "لن يتم بأثر رجعي". وعن الرد الاسرائيلي المتوقع على "وثيقة تينيت"، نقلت الاذاعة الاسرائيلية أمس عن مصادر سياسية رفيعة المستوى قولها ان اسرائيل تتحفظ عن مسألة مطالبة السلطة الفلسطينية بالحفاظ على الهدوء في المناطق الخاضعة لها فقط. واضافت ان اسرائيل تطالب بأن تعمل السلطة على ضمان الهدوء في "كل" الأراضي الفلسطينية، ومنع تسلل "خلايا ارهابية" لارتكاب عمليات عسكرية، ومنع اطلاق النار على الطرق الرئيسية. كذلك نقلت مصادر صحافية عن مسؤولين قولهم ان اسرائيل ستعارض تدخل الاتحاد الاوروبي وستصرّ على ان يكون تطبيق بنود "ورقة تينيت" في يد الاميركيين. وفي هذا السياق، ابدت قيادة الجيش الاسرائيلي "قلقها" من تدخل الاتحاد الأوروبي في المناطق الفلسطينية ووصفته بأنه "تدويل زاحف". لذلك طالبت الحكومة بإبداء معارضة صارمة لهذا التدخل "وإلا فستجد اسرائيل نفسها خاضعة لاشراف مراقبين دوليين". وكان مفوض السياسات الخارجية والأمن الأعلى في الاتحاد خافيير سولانا اعلن في مؤتمر صحافي امس مع رئيس الوزراء السويدي يوران بيرشون ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز، ان ثمة فرقاً امنية تابعة للاتحاد الاوروبي تراقب وقف النار في المناطق الفلسطينية، وقال: "هناك اربعة اشخاص على الارض في الوقت الراهن... واعتقد انه في الاماكن التي يتمركز فيها هؤلاء الاربعة فإن الوضع افضل على الارض"، مضيفاً: "نحن لا نحاول فعل شيء لم يوافق عليه الطرفان... نحاول تقديم المساعدة في تنفيذ وقف اطلاق النار". وكان عرفات صرح عقب اجتماعه مع بيرشون وسولانا في رام الله بأنه في المناطق التي تعمل فيها الفرق الامنية التابعة للاتحاد الاوروبي فإن الامور تسير في مسارها الصحيح. "ورقة تينيت" وحسب صحيفة "هآرتس"، تتضمن "ورقة تينيت" تحديد فترة التجريب التي سينخفض خلالها العنف، وصولاً الى البدء في خطوات الثقة بين الطرفين. ويقترح تينيت استناداً الى مصادر فلسطينية ستة أسابيع بدلاً من ثمانية مطلب اسرائيلي و4 أسابيع مطلب فلسطيني. واضافت الصحيفة ان الورقة الاميركية تقضي بأن تقوم السلطة باعتقال 20 الى 30 عضواً في حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" تعتبرهم اسرائيل "قنابل موقوتة" وفق قائمة سلمتها الى السلطة امر ينفيه الفلسطينيون. وتابعت ان الورقة تدعو السلطة الى وقف التحريض وجمع الأسلحة غير القانونية بما في ذلك مدافع "الهاون" والمواد الناسفة، مشيرة الى ان ذلك يشمل ايضاً وقف التحريض وتقديم المساعدة لعمليات ارهابية ضد المستوطنات. وتتضمن الورقة اشارة الى ان على السلطة الحفاظ على الامن في الاراضي الخاضعة لها امنياً وادارياً المناطق أ، وهو ما تحتج عليه اسرائيل.