سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طالب في اجتماعه مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بضرورة نشر مراقبين دوليين . شعث ل"الحياة": لا اتفاق بعد مع إسرائيل على جدول زمني لتنفيذ توصيات لجنة ميتشل
أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث أن الجهود الديبلوماسية التي تبذلها الأطراف الدولية لم تمكن بعد من ردم الهوة المتسعة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وقال في حديث خاص إلى "الحياة" إن "لا وجود حتى صباح اليوم الاثنين لأي اتفاق حول الجدول الزمني لتنفيذ توصيات تقرير ميتشل أو تفاهم حول الصيغتين الأمنية والسياسية". وزاد ان الجانب الفلسطيني ينتظر رد الإدارة الأميركية على ملاحظاته في شأن المقترحات التي قدمها مدير وكالة الاستخبارات الأميركية جورج تينيت. ومن المتوقع أن تقدم الردود الأميركية خلال الاجتماع الأمني ليل الاثنين - الثلثاء أو في الاجتماع السياسي المزمع صباح اليوم الثلثاء تحت اشراف المبعوث الأميركي. ودعا الدكتور شعث أمس في لوكسمبورغ إلى نشر مراقبين دوليين وإلى شراكة أميركية - أوروبية لانقاذ عملية السلام. وينتظر أن تتصدر قضية الشرق الأوسط المحادثات في القمة الأوروبية - الأميركية الخميس المقبل في مدينة غوتنبيرغ السويدية الساحلية. وتحدث الدكتور شعث إلى "الحياة" بعد محادثات أجراها أمس في لوكسمبورغ مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين عقدوا من جهة ثانية اجتماعاً مع وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز. ورفض الوزير الفلسطيني بشكل قاطع "الطلبات المهينة" التي تقدمها إسرائيل ومطالبتها السلطة الفلسطينية باعتقال نشطاء فلسطينيين. وقال إن الفلسطينيين يوافقون على تنفيذ "الصيغة الأمنية التي وضعتها قمة شرم الشيخ"، وتقضي بأن تقدم وزارة العدل الإسرائيلية طلباتها إلى وزارة العدل الفلسطينية حول المشتبه بأنهم يخططون للقيام بعمليات ضد إسرائيل. وشدد شعث على رفض الجانب الفلسطيني الاستجابة لطلب إسرائيل اعتقال 300 ناشط، وقال: "نحن نتحدث عن التعاون الأمني في المستقبل ولا نقبل الخوض في قوائم مشتبهين في السابق". وانتقد الدكتور شعث عنجهية قوة الاحتلال "التي تمدح الجنود والمستوطنين المتطرفين الذين يعتدون على النساء والأطفال، فيما تطالب الفلسطينيين باعتقال النشطاء من ابنائهم". وفند الوزير شعث اشاعات نسبت إليه تقديمه معلومات للإسرائيليين عن التخطيط لعمليتين. ورأى أن مصادر الاشاعات إسرائيلية وأنها تهدف إلى دق اسفين في صفوف الشعب الفلسطيني. وأسف شعث لتداول بعض الأوساط العربية "اشاعات إسرائيل التي كانت الطرف الذي أبلغ السلطة الفلسطينية عن التخطيط لعمليتين". وتحدث الدكتور شعث في مؤتمر صحافي عقده اثر الاجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عن التزام الفلسطينيين بتوصيات تقرير ميتشل "كرزمة واحدة"، تبدأ بتثبيت وقف النار وتجميد الاستيطان ورفع الحصار الاقتصادي وانسحاب قوات الاحتلال حتى مواقعها قبل تفجر الانتفاضة على أن تستأنف مفاوضات السلام في مرحلة لاحقة. ويلح الفلسطينيون على ضرورة تقوية الدور الأوروبي في المنطقة، و"ذلك في نطاق شراكة بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وروسيا وكل من الأردن ومصر". وطالب الدكتور شعث في الاجتماع مع الوزراء الأوروبيين بضرورة نشر مراقبين دوليين ليكونوا شهوداً على سلوك كل من الأطراف المعنية. وأبرز شعث أهمية الدور الذي تضطلع به في الميدان مجموعة صغيرة من الخبراء الأوروبيين في الشؤون الأمنية والعسكرية يساعدون السلطة الوطنية على تثبيت وقف النار. وقال شعث ل"الحياة" إن الاتفاق حول ارسال الخبراء الأوروبيين "تم بين الرئيس عرفات والمندوب السامي خافيير سولانا قبل العملية الانتحارية في تل أبيب". وأكد أن السلطة الفلسطينية تعرضت فور العملية "إلى ضغوط شديدة من جانب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية الأخرى". ونفى ان يكون الاتحاد هددها بقطع المعونات الاقتصادية في حال رفضت وقف النار. واستندت الضغوط الأوروبية إلى "تهديدات ارييل شارون بشن هجوم ساحق على أراضي الحكم الذاتي وتوحد الشعب الإسرائيلي، بعد العملية، وراء شارون، وانقلاب الرأي العام العالمي على الانتفاضة بعد أن تعاطف معها طوال الأشهر الماضية"، ما دفع القيادة الفلسطينية إلى إعلان قرار وقف النار.