سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
3 شهداء في الضفة وشارون يشكك وينتظر ويقلب خططاً مختلفة . عرفات يصدر تعليمات مكتوبة لاجهزة الامن بوقف النار والفصائل الفلسطينية تشدد على الوحدة واستمرار الانتفاضة
بثت الاذاعة الفلسطينية امس الاوامر التي اصدرها الرئيس ياسر عرفات كتابياً الى الاجهزة المختلفة لالتزام قرار منع اطلاق النار من المناطق التي تخضع للسيادة الفلسطينية، وتسيير دوريات على طول خطوط التماس بين المناطق "أ" و"ب" و"ج" في ظل اعلان الجيش الاسرائيلي حالة التأهب وتشديد اسرائيل حصارها للمدن الفلسطينية. واعلنت الفصائل الفلسطينية امس"وحدتها" في دعم "الانتفاضة والتظاهرات الشعبية"، من دون التطرق مباشرة الى مسألة التقيد بوقف اطلاق النار. وسقط شهيدان فلسطينيان قرب رام الله بسبب اطلاق مستوطنين النار على سيارتهما. واصلت الاذاعة الفلسطينية حض المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة على تخزين المواد الغذائية والحاجات الاساسية، وقالت في نداءات بثها الدفاع المدني ان الحكومة الاسرائيلية التي بدأت بتكثيف اجراءات القمع من اغلاق وحصار، تنتظر الفرصة المناسبة لتوجيه ضربات في محاولة للخروج من مأزقها. وجاءت النداءات مسبوقة ببث الاوامر التي اصدرها الرئيس ياسر عرفات كتابياً الى الاجهزة المختلفة لالتزام قرار منع اطلاق النار من المناطق التي تخضع للسيادة الفلسطينية، وتسيير دوريات على طول خطوط التماس بين المنطقة "أ" الخاضعة للسيادة الفلسطينية الكاملة، وكل من المنطقتين "ب" الخاضعة امنياً لاسرائيل ومدنيا للسلطة، و"ج" الخاضعة امنياً ومدنياً لاسرائيل. واشارت النداءات الى ان التزام القرار هو مصلحة وطنية عليا على طريق اقامة الدولة الفلسطينينة المستقلة وعاصمتها القدس. وكانت قوات الاحتلال وضعت في حال تأهب قصوى في الضفة الغربية وقطاع غزة وانتشر المزيد من الجنود على الحواجز التقليدية، القديمة والجديدة، ومنعت حركة السيارات بين المحافظات المختلفة في اطار تنفيذ قرارات المطبخ السياسي الامني الاسرائيلي واولها اجراءات تمهيدية على الارض كفرض اغلاق بري وبحري وجوي على الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنع عشرين ألف عامل فلسطيني يومياً من عبور "الخط الاخضر" الى اسرائيل او القدس، واغلاق مطار غزة الدولي حتى امام طائرة عرفات، وسحب بطاقات الشخصية المهمة من كافة حامليها من المسؤولين الفلسطينيين الامر الذي يقيد حركتهم بين الضفة والقطاع وبينهم وبين العالم الخارجي، ومنع الاستيراد ودخول السلع الى المناطق الفلسطينية. اجتماع الفصائل وكانت القوى الوطنية والاسلامية التي تضم 13 فصيلا منها "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" والجبهات اليسارية والقومية وحركة "فتح"، عقدت اجتماعين منفصلين في الضفة الغربية وقطاع غزة وتدارست الاوضاع المستجدة بما في ذلك قرار الرئيس الفلسطيني وقف اطلاق النار. واصدرت في ختام اجتماعها بياناً شددت فيه على "وحدة" القوى الفلسطينية مع دعم "الانتفاضة والتظاهرات الشعبية"، من دون التطرق مباشرة الى مسألة التقيد بوقف اطلاق النار. واكد البيان "حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في وجه الاحتلال والعدوان والاستيطان ومواصلة الانتفاضة الشعبية ومقاومتها للاحتلال باعتبارها حقاً مشروعاً لشعبنا". ودعا الى "الاستمرار في الفعاليات الجماهيرية والتظاهرات الشعبية تأكيداً على استمرار الانتفاضة الشعبية". واعلن محمود الزهار، احد قادة "حماس" بعد اللقاء ان ما من فصيل فلسطيني بما في ذلك "فتح" يوافق على وقف المقاومة. وتساءل: "هل السلطة باتت مسؤولة عن امن الاسرائيليين داخل الخط الاخضر؟". كذلك اكد امين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي ل"الحياة" ان المقاومة "لن تتوقف حتى يرحل آخر مستوطن وآخر جندي اسرائيلي عن الضفة الغربية وقطاع غزة". وتابع ان "تهديدات شارون لن ترهبنا فهو يواصل عدوانه على شعبنا وهو يتحمل مسؤولية تبعات ذلك، ويقف عاجزاً امام الانتفاضة الشعبية التي لا يمكن ان تتوقف من دون تحقيق الاهداف الوطنية". وكان البرغوثي يشارك في تشييع جثمان الشقيقين الشهيدين زياد محمود ابو عيد 32 عاماً وعياد محمود ابو عيد 38 عاماً من قرية برقة قرب رام الله، وكانا سقطا بعدما اطلق مستوطنون النار باتجاههما فانحرفت سيارتهما الى حافة الطريق ثم الى واد، ما ادى الى وفاتهما واصابة شقيقهما بجراح بالغة. ونقل الشهيدان الى القرية، الا ان حواجز الاحتلال اوقفت الموكب اكثر من ساعة. ولدى احتجاج المواطنين، لم يتردد الجنود في اطلاق الغازات المسيلة للدموع باتجاه الجموع. وفي اطار اعتداءات المستوطنين، اصيب الفلسطيني بشير حسين من قرية عزون شمال الضفة بعدما اطلق الرصاص على سيارته التي انحرف بها بسرعة مما انقذ حياته. كما استشهد امس مازن الجولاني 34 عاما متأثراً بجروح اصيب بها عندما اطلق عليه مستوطنون النار عند مفترق قرية عناتا قرب القدس. وشهدت الخليل اعتداءات من المستوطنين على الاهالي في سوق الخضار والبلدة القديمة وشارع الشهداء ومحيط الحرم الابراهيمي، ما تسبب في اصابة ستة مواطنين وتدمير خمس بسطات ومحلين تجاريين. الحكومة الاسرائيلية على الصعيد السياسي تواصل الجدل داخل الحكومة الاسرائيلية التي استهلت اجتماعها الاسبوعي بتقرير استعرض القرارات التي اتخذت في المجلس الوزاري المصغر لجهة توجيه ضربة قاسية للفلسطينيين. ولدى بدء النقاش، قال وزير الدفاع بن اليعيزر ان الوقائع على الارض تثبت ان هناك ميلا لدى الفلسطينيين الى التهدئة وان الاذاعات الفلسطينية بدت "اقل تحريضاً". واعترض شارون قائلا ان عرفات اتخذ قرارا تكتيكيا بوقف النار فقط لتفادي الضربات الاسرائيلية. وشهدت الجلسة مشادة حين اتهمت الوزيرة الليكودية ليمور لفنات حزب العمل بالتسبب بكل ما يشهده الميدان لإبرامه اتفاق اوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية، وردت عليها العمالية داليا ايتسك بأن اتفاق اوسلو حقق امناً وازدهاراً للاسرائيليين وان التاريخ سيثبت ان خط العمل كان ولا يزال الاسلم. وبعد الجلسة التزم بن اليعيزر بموقف شارون، فقال ان اسرائيل تنتظر ان ترى على الارض افعالا تؤكد التزام عرفات قرار وقف النار، وانه "كان على عرفات ان يوقف النار منذ ان اعلن شارون ذلك، لكن احجامه قاد الى مقتل 34 اسرائيليا منذ ذلك الحين". وختم بان اسرائيل تنتظر من عرفات ان يصدر تعليمات واضحة لأجهزته بوقف النار وبإحباط العمليات المتوقعة وباعتقال انصار "حماس" و"الجهاد" ممن اطلقتهم خلال الانتفاضة. وفي رأي المحللين الفلسطينيين فإن اسرائيل تسعى الى ابتزاز ثمن باهظ من السلطة لقاء احجامها عن توجيه ضربة قاسية للفلسطينيين، اذ ان قرار عرفات وقف النار لم يرض الجانب الاسرائيلي وبدأ يزيد من شروطه مدعوماً بتأييد اميركي عبر عنه السفير مارتن انديك في محاضرة في تل ابيب، قال فيها ان المصلحة الاميركية والاسرائيلية متطابقة فالولايات المتحدة "مصممة على ان يطبق عرفات وقفاً فورياً وغير مشروط لاطلاق النار وان واشنطن ستحكم عليه وفق سلوكه على الارض". وتابع ان سياسة الادارة الحالية ليست التركيز على عملية السلام كما فعلت ادارة بيل كلينتون بل تحقيق الاستقرار الاقليمي.