الناصرة - "الحياة" - تجنب الرئيس الإسرائيلي موشي كتساف إبداء رأيه في الاقتراحات التي قدمها رئيس الحكومة ارييل شارون للرئيس الأميركي جورج بوش في شأن التسوية مع الفلسطينيين والتي اعتمدت أساساً إقامة دولة فلسطينية على 56 في المئة من الأراضي الفلسطينية وابقاء القدس العربية وغور الأردن والمستوطنات تحت السيادة الإسرائيلية، وزعم أنه لا يتدخل في قضايا سياسية "هي موضع خلاف بين الأحزاب في إسرائيل". ورداً على سؤال ل"الحياة" ألا يمكن اعتبار هذه الاقتراحات عودة إلى الوراء ووأداً لعملية السلام، قال كتساف إن شارون توصل إلى قناعة، في أعقاب مواجهات الشهور الأخيرة، بأن من غير الممكن الآن الحديث عن تسوية دائمة "اننا بحاجة إلى فترة زمنية لإعادة الثقة بين الطرفين". وزاد أن الحديث عن تسوية دائمة، ابان حكومة باراك، أدى إلى انفجار الأوضاع "وعليه نحتاج إلى وقت طويل لإزالة رواسب المواجهات، ومن هنا اقترح شارون حلاً مرحلياً طويل الأمد". ودعا كتساف، الذي زار مدينة شفاعمرو العربية في الجليل ورئىسها المحسوب على أنصار ليكود، الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى العودة السريعة لطاولة المفاوضات "ووضع حد لسفك دماء الشعبين وآلامهما". وقال إن الحل ممكن فقط اذا اقتنع الطرفان بوجوب التنازل في بعض المسائل "ولن يتحقق أي سلام إذا ما أصر كل طرف على تحقيق مطالبه كافة". وتابع انه يرى في الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات شريكاً في المفاوضات "لكنني أتوقع منه أن يفرض سيطرته التامة على الفصائل الفلسطينية وهو قادر على ذلك، إذ يتمتع اليوم بشعبية غير مسبوقة في أوساط شعبه". وزاد ان ليس من حق أحد أن يقرر للفلسطينيين من يقودهم. وتوجه كتساف إلى رجال الدين المسلمين، وقال إن من يتحدث عن نزاع بين اليهود والمسلمين إنما يريد زرع الذعر والتحريض، وأضاف: "انني أتعهد بصفتي رئيساً لإسرائيل، أن لا خطر على المسجد الأقصى المبارك ولن نسمح لأي كان أن يمس به أو يحدد حرية العبادة لأبناء الأديان المختلفة". واتهم كتساف النائب العربي عزمي بشارة بتبني "وجهات متطرفة هامشية" بتحريض فلسطينيي الداخل ضد الدولة ونظامها. وقال إنه لا يعارض أن يعلن المواطن العربي مواقفه المؤيدة لإقامة دولة فلسطينية ويتعاطف مع الفلسطينيين و"لكن عليه أن يعتز بجنسيته الإسرائيلية حتى إن كان موجوداً في دمشق".