اعتبر رئيس الحكومة ارييل شارون ان الأوضاع الأمنية السائدة حالياً لا تستوجب جر الشعب الى حرب مفتوحة على الفلسطينيين مثلما يطالب رؤساء المستوطنين. وزاد ان الجيش يقوم بعمليات عسكرية رداً على ما اسماه "الارهاب الفلسطيني" كلما استدعت الأوضاع ذلك، كما يقوم بعمليات اخرى، لكنه اعتبر شن حرب في هذه الظروف خطأ جسيماً من النواحي كافة. واضاف انه رفض وبكل وضوح الدعوات لشن حرب معتبراً ان كل من ينادي بذلك له غايته أو انه مخطئ في تقديراته. وأبلغ شارون أعضاء كتلة حزبه "ليكود" ان اسرائيل لم تفقد قوة الردع التي تميزها كما لم تفقد قوة الرد، لكن الرئيس "ياسر عرفات يسعى الى اسقاط حكومة الوحدة الوطنية ليقول للاسرائيليين انه من غير الممكن توفير أمنهم الشخصي من دون تقديم تنازلات". وطمأن شارن ورزاء "ليكود" ونوابهم بحل الأزمة التي نشبت أول من امس بينه وبين وزير الخارجية شمعون بيريز وقال ان الحكومة تعمل بتناغم تام وان الاختلاف في وجهات النظر بين "ليكود" و"العمل" يقتصر على المرحلة النهائية، ولا أرى اننا سنصل الى هذه المرحلة. وعبر عن قناعته بأن حكومته ستنهي ايامها أواخر العام 2003، وحذر أحزاب اليمين من مغبة السعي لفرط عقد هذه الحكومة وقال إن مساع كهذه حملت معها عام 1992 و1999 حكومتي "عمل". الى ذلك، أعلن شارون وبيريز ان أزمة الثقة بينهما سويت بعد لقاء ليلي مطول اعتذر فيه رئيس الحكومة لشريكه عن عدم ابلاغه مباشرة رفضه لقاء الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان والرئيس ياسر عرفات، لكنه كرر موقفه انه لن يقبل أي مفاوضات قبل وقف شامل لاطلاق النار. من جهته، قال بيريز انه اتفق مع شارون على القاء عرفات عندما يرى ان الأو ضاع تستوجب ذلك، وزاد ان لقاء كهذا لن يندرج تحت اجراء مفاوضات سياسية انما لوقف النار والتحريض وتحسين أوضاع الفلسطينيين ثم الاستعداد لاعادة انتشار الجيش الى مواقعه قبل الانتفاضة. واتفق المعلقون للشؤون الحزبية ان المصالحة بين قطبي الحكومة موقتة ورأت الاذاعة العبرية انهما اتفقا على "وقف موقت للنار". وقالت الصحافية سيما كدمون من "يديعوت احرونوت" ان الامتحان الحقيقي للعلاقة بين الرجلين آت لا محالة وأول من امس "فهم بيريز ان شارون لن يسير معه الى أي مكان وانه ربما بدأ يعي ان الانضباط الذي تحلى به شارون اعتمد فرضية واحدة ان رئيس الحكومة كان متأكداً ان عرفات لن يقبل بوقف النار وكان واثقاً انه سيتجه الى الحرب". ورأى يوسي فرطر من "هآرتس" ان الحادثة تحمل في طياتها امكان حصول تصعيد بين شارون وبيريز. واتفق وزير الخارجية السابق شلومو بن عامي مع زميله موشي شاحل في ان قطبي الحكومة لن يسارعا الى اعلان الطلاق بينهما، لكنه زاد ان المواجهة الحقيقية ستحصل عندما تبدأ المفاوضات السياسية. واستبعد ب ان يصمد وقف النار من دون استئناف العملية السياسية. والتفاوض حول الحل الدائم.