استمع مجلس الأمن، في جلسة مغلقة أمس، إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وممثله الشخصي إلى الصحراء الغربية جيمس بيكر. واستمرت "مجموعة الأصدقاء" في صوغ مشروع قرار يأخذ في الاعتبار توصيات الأمين العام بالعمل على حل سياسي بديل لخطة التسوية. وأبلغ السفير الجزائري عبدالله بعلي الأمين العام احتجاج حكومته وتحفظها عن الاقتراحات الواردة في تقرير الأمين العام، فيما شدد السفير المغربي محمد بنونة على ضرورة "ضبط الأعصاب". وأكد ممثل "البوليساريو" أحمد بوفاري التمسك بخطة التسوية ورفض الاتفاق - الإطار باعتباره "خطة مغربية". واجتمع بعلي مع الأمين العام أمس للاحتجاج على "طريقة طرح التقرير" و"تحذير الأممالمتحدة من سلك أي منهج من شأنه أن يمس بالمسار العام لتسوية قضية الصحراء". وقال بعلي ل"الحياة" إنه أبلغ أنان "ان خطة التسوية هي الإطار الرسمي الذي قبل به الطرفان وتؤيده المجموعة الدولية، وان الجزائر مستعدة لتقديم مساهمتها للوصول إلى حل عادل وشامل لقضية الصحراء، واننا لا نوافق على الاتفاق - الإطار ونطالب الأممالمتحدة باحترام قراراتها". وقال السفير بنونة ل"الحياة"، تعليقاً على الرسالة الجزائرية إلى رئيس مجلس الأمن التي حملت بشدة على تقرير الأمين العام: "لا نريد أن نكون عاطفيين في هذا الوقت. نريد أن نضبط الأعصاب، ولو اننا نتفهم ان الجزائر في حاجة للوقت لكي تتأقلم مع الوضع". وأضاف: "نتمنى أن نعود إلى كلام منطقي، وهذا ليس ممكناً إلا إذا قبل الجميع أن ندخل في مفاوضات جيدة لحل النزاع عن طريق حل وسط سياسي". وعن موقف الجزائر و"البوليساريو" من الاتفاق - الإطار، قال السفير المغربي: "لا أحد يطلب منهما الموافقة على الاتفاق، وإنما البدء في التفاوض على بديل سياسي لخطة التسوية... نحن لا ندعو إلى التخلي عن خطة التسوية وإنما أن نضعها جانباً ريثما نجرّب ونمتحن حل سياسي. فإذا تعذر هذا الحل بعد أشهر، يمكننا الرجوع إليها". مندوب "البوليساريو" السيد أحمد بوخاري، قال إن خطة التسوية "هي الإطار القانوني" وان "الحوار نريده داخل هذا الإطار". وأضاف: "لا طريق مسدوداً إلا في غياب الإرادة السياسية، والإرادة السياسية غير موجودة لدى المغرب". وشدد على "ان في الإمكان فتح الباب المسدود والسير إلى أمام"، لكنه أشار إلى أن "بعض اعضاء مجلس الأمن على علاقة حميمة مع المغرب". وقال: "فرنسا ضدنا، ونحن ضد فكرة اتفاق - الإطار والذي هو خطة مغربية، ونحن متشبثون بخطة التسوية".