} جدد المغرب عرضه حواراً سياسياً مع جبهة "بوليساريو" لحل قضية الصحراء الغربية، في حين تحدثت صحف جزائرية عن "اختلاف كامل" مع الرباط في ختام محادثات وزير الداخلية المغربي السيد أحمد الميداوي مع نظيره الجزائري السيد يزيد زرهوني الذي حمل المغرب المسؤولية عن اي ترد في علاقات البلدين. الرباط، الجزائر - "الحياة"، ا ف ب - جدد رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي تمسك بلاده بالحوار السياسي مع جبهة "بوليساريو" من أجل تسوية مسألة الصحراء الغربية. وقال اليوسفي فى مقابلة مع التلفزيون المغربي الرسمي مساء الجمعة: "إننا حريصون على هذا الحوار وعلى السبيل الثالث الذي يقضي بمنح المنطقة الصحراء الغربية حكماً ذاتياً في اطار السيادة المغربية". واضاف: "في هذا الاطار يعمل المغرب حالياً على اعداد الرد على الامين العام للامم المتحدة كوفي انان" الذي كان طلب في تقرير الى مجلس الامن الخميس من الرباط ان تتحرك بسرعة لكي "تفوّض قسماً من سلطاتها" الى الصحراء الغربية. وتعارض "بوليساريو" التي تحظى بدعم الجزائر فكرة الحكم الذاتي وتؤكد ضرورة اجراء استفتاء لتقرير مصير الصحراء. الا ان جهود الاممالمتحدة تتعثر منذ عام 1991 في شأن اجراء مثل هذا الاستفتاء في ضوء الخلافات الكبيرة حول من يحق له الادلاء بصوته في الاقتراع. وكان وزير الداخلية المغربي السيد احمد الميداوي شدد الجمعة في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الجزائرية مع نظيره الجزائري يزيد زرهوني على ان الرباط "تحترم وجهة نظر الجزائر التي تريد ان تضع مشكلة الصحراء بين قوسين لتنشيط العلاقات الثنائية. ولكن لن يكون التطبيع كاملاً وصريحاً ونهائياً من دون حل مشلكة الصحراء الغربية". وفي الجزائر، أفادت وكالة الأنباء الرسمية ان سفير الجزائر مندوبها لدى هيئة الأممالمتحدة في نيويورك السيد عبدالله بعلي التقى، مساء الجمعة، ويليام ايغلتون الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية ورئيس بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم الاستفتاء مينورسو. وذكرت الوكالة أن المحادثات تناولت "التطورات الأخيرة التي شهدتها قضية الصحراء الغربية". ونقلت عن السفير الجزائري ان "عهدة المينورسو بحسب ما حددتها خطة التسوية واللوائح الدولية ذات الصلة تتمثل في تنظيم استفتاء حر ومنصف من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي". وأضافت ان ايغلتون شجع "على مضاعفة الجهود لاستكمال مسار تطبيق خطة التسوية". ولوحظ، في غضون ذلك، ان الأجهزة الإعلامية الحكومية تجاهلت الحديث عن تصريحات وزير الداخلية المغربي عن الصحراء وردود نظيره الجزائري في مؤتمرهما الصحافي المشترك أول من أمس. لكن الصحف الخاصة هاجمت الحكومة ويبدو ان المقصود زرهوني بسبب "تساهلها في الدفاع" عن قضية الصحراء. ولاحظت يومية "الوطن" القريبة من المؤسسة العسكرية ان "الاختلاف كامل مع المغرب" وأشارت إلى استحالة تطبيع العلاقات مع الرباط "من دون تسوية ثنائية شاملة وصريحة للعلاقات"، وهو أمر شدد عليه الوزير المغربي. وعلقت يومية "لوسوار دالجيري" على الندوة الصحافية للوزيرين: "المغرب غاضب". إلى ذلك، التقى زرهوني، ظهر أمس، عدداً من مدراء الصحف الجزائرية في أول لقاء عمل من نوعه منذ تولي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الحكم في نسيان ابريل 1999. ورفض ممثلو خمس صحف كبيرة بينها "الخبر" و"الوطن" و"ليبرتي" حضور اللقاء لأسباب لم تكشف. وحمّل زرهون، خلال اللقاء، المغرب مسؤولية أي تردٍ قد يعترض مسار تطبيع العلاقات الجزائرية - المغربية. ونسب مدير صحيفة جزائرية شارك في اللقاء، في إتصال مع "الحياة"، الى زرهوني قوله "ان التشدد كان من الطرف المغربي، والحمد لله أننا لم نكن سبباً في ذلك"، في إشارة الى المحادثات التي اجراها مع نظيره المغربي. وتابع زرهوني، بحسب ما نُقل عنه، أن تصريحات الميداوي في خصوص الصحراء الغربية "لا تلزمه إلا هو" و"ما يهمنا أننا أكدنا رغبتنا في تجنيب علاقاتنا الثنائية أي تأثيرات خارجية". وعن تردي الوضع الأمني، أكد وزير الداخلية أن أعمال العنف الأخيرة ارتكبتها "الجماعة الإسلامية المسلحة" ضد عائلات مناضلين وأوساط قريبة من الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، مشيراً تحديداً الى الاحداث في ولاية تيبازة 60 كلم غرب العاصمة قبل شهرين.