} يناقش مجلس الأمن الثلثاء المقبل اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان اتفاق اطار جديداً لحل النزاع في الصحراء الغربية. ويستند هذا الاتفاق الى منح الصحراء الغربية صلاحيات تنفيذية وتشريعية وقضائية أمنية داخلية ولادارة البنى التحتية، فيما يعطي المغرب "سلطة مطلقة" في قضايا العلاقات الخارجية والأمن الوطني والدفاع. وحدد الاتفاق المقترح كيفية انتخابات السلطات في الصحراء وتعيين الاداريين، محدداً صلاحيات كل من السلطة المركزية المغربية والسلطة المحلية. رحب مندوب المغرب لدى الأممالمتحدة السفير محمد بنونة بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان واعتبره "أهم التقارير التي صدرت" باعتباره "وثيقة واضحة حول الاطار الذي يمكن ان يكون فيه حل سياسي"، فيما أعرب مندوب جبهة "بوليساريو" السيد احمد بوخاري، عن "الأسف لهذا التغيير الجذري في توجه الأمين العام للأمم المتحدة". وقال: "نعتبر هذا التقرير هجوماً مظفراً على خطة السلام وعلى حق تقرير المصير للشعب الصحراوي باستعمال وسائل غير مقنعة ومتنافية مع اعراف وتقاليد تصرف الأممالمتحدة". وتسلم اعضاء مجلس الأمن أمس الجمعة نسخة عن تقرير الأمين الذي تبنى توصيات مبعوثه الشخصي الى الصحراء جيمس بيكر، وتضمن ملحقاً رسمياً لاتفاق اطار بدل الخطة الدولية السابقة. ولفت سفير المغرب في تصريحات الى "الحياة" الى ان "هذه المرة الأولى التي يوجد فيها اطار اتفاق تقدمه الأممالمتحدة وللمرة الأولى توجه الأممالمتحدة الدعوة الى الجزائر كطرف في النزاع، لتجلس الى الطاولة وتناقش امكان التوصل الى حل وسط". وأضاف: "الآن، وبكل وضوح، يقول الأمين العام ان خطة التسوية وصلت الى مأزق لأنه لم يكن لخطة التسوية السابقة امكان تحقيق التقارب في وجهات النظر". وزاد بنونة: "الآن، وللمرة الأولى، توجد وثيقة بحل سياسي، بحل ثالث وثيقة واضحة حول الاطار الذي يمكن أن يتحقق فيه حل سياسي، حل وسط بين وجهات النظر، بين السيادة المغربية من جهة وطلب الطرف الآخر الذي يمثل جزء من السكان لأن يسيّروا شؤونهم بنفسهم عبر مؤسسات تُنتخب من طرف السكان". وتابع بنونة: "هذا الحل، كما يقول الأمين العام، هو أفضل ضمان للسلم في المنطقة وأفضل أساس لبناء المغرب العربي". وأوضح السفير المغربي "مع اننا لا نوافق على كل ما في الاقتراحات، نوافق عليها كأساس للمفاوضات". وشدد على ان "قرار مجلس الأمن يجب ان يتبنى كل توصيات الأمين العام". وحذر "اما إذا كان هناك غموض في قرار المجلس، ان المغرب لن يجلس كطرف" الى طاولة المفاوضات. اما مندوب "بوليساريو" فاعتبر تقرير الأمين العام واقتراحاته "هجوماً يمهد أساساً بسيكولوجيا لقبول مجلس الأمن الاقتراحات المغربية الرامية الى انضمام الصحراء الغربية الى المغرب تحت لباس وقناع جيمس بيكر". وقال بوخاري ان جبهته "لن تقبل أبداً الدخول في هذه اللعبة والمناورة الواضحة. ونحن نؤكد من جديد تشبثنا بالاقتراحات التي قدمناها الى انان وبيكر من أجل تطبيق خطة السلام". وأضاف: "اذا تبنى مجلس الأمن هذه الاقتراحات، فهذا يعني وداع جبهة بوليساريو للتعاون مع هذا الشكل الجديد للأمم المتحدة". وحذر من "اننا نسترجع حرية التصرف والتفكير الاستراتيجي من أجل حماية حقوق شعبنا بالحرية والاستقلال". وقال بوخاري: "نحن نأسف لهذا التغيير الجذري في توجه الأمين العام للأمم المتحدة. ونحن نعرف الأسباب الظاهرة والخفية، وهي المصالح الفرنسية وعلاقات فرنسا مع المغرب". وأضاف: "بدل ان تنصب الجهود لتجديد حق تقرير المصير، يتم تدمير القواعد التي بنيت عليها خطة التسوية وخطة السلام. فالتقرير يتضمن الاقتراحات المغربية بمرحلة انتقالية من 5 سنوات يتم خلالها استفتاء يحرِّم خيار الاستقلال". وعن موقف الولاياتالمتحدة، قال بوخاري: "ان الادارة الأميركية، حتى هذه الساعة لم تظهر أي نيات سيئة نحو الشعب الصحراوي. ونحن ننتظر منها موقفاً ايجابياً وبناء من أجل الاستقرار والأمن في المنطقة ومن أجل العدالة للشعب الصحراوي". وينوي مجلس الأمن البحث في تقرير الأمين العام الثلثاء المقبل لاتخاذ موقف منه لاحقاً. وقال الأمين العام في تقريره ان الأممالمتحدة "اخطأت باستمرار تفاؤلها" بامكان تطبيق خطة التسوية وثابرت في جهودها لمدة 15 سنة علماً بأن النزاع اندلع قبل 26 سنة. وزاد ان "الشكوك" الآن باتت "جدية للغاية" في امكان تنفيذ خطة التسوية. وأضاف ان اتفاق الاطار "يقدم ما يمكن اعتباره فرصة النافذة الأخيرة للسنوات المقبلة" وحض الأطراف على التجاوب معها. وقال ان بيكر أبلغ الأطراف بأنه يعتزم تقديم خيار الحل السياسي البديل عن خطة التسوية. وتابع ان في فترة "الخمسة أشهر المقبلة" سيدعو بيكر كلاً من المغرب و"بوليساريو" والجزائر وموريتانيا بصفتها "أطراف معنية"، للدخول في "محادثات تقريبية برعايته للبحث في اتفاق الاطار المقترح، وإذا أمكن، للتفاوض على تغييرات فيها من شأنها ان تجعلها مقبولة لديهم جميعاً". وتمنى انان على مجلس الأمن تقديم الدعم الكامل لهذه الجهود واقترح تحديد بعثة الأممالمتحدة حتى 30 تشرين الثاني نوفمبر. وناشد انان الجزائر للدخول في المحادثات "كطرف معني"، و"للتفاوض" برعاية بيكر على أي تغييرات معينة تريد اقتراحها على الوثيقة.