} أجرى الرئيس السوداني عمر البشير محادثات منفصلة أمس مع نظيريه الليبي معمر القذافي والاريتري اساياس افورقي ناقشت مساعيهما لتسريع خطى التسوية السياسية بين الفرقاء السودانيين، وتعزيز العلاقات المشتركة. اطلع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي نظيره السوداني عمر البشير على نتائج لقاءاته مع قادة المعارضة السودانية في طرابلس، ونقل اليه مطالب زعيم حزب "الاتحادي الديموقراطي" محمد عثمان الميرغني المتعلقة باجراء ترتيبات لتهيئة مناخ الحوار وتعزيز الثقة بين الحكومة والمعارضة، واقتراحات حزب الأمة لإقرار تسوية شاملة. وأفادت مصادر مطلعة ان القذافي استعجل عقد لقاءات مباشرة بين الحكومة والمعارضة الشمالية للتوصل الى اتفاق يليه اجراء مفاوضات مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" لتحقيق حل يوقف نزيف الحرب الأهلية في الجنوب. واعتبرت ان هذا الطرح يتعارض مع موقف مصر الذي يدعو الى تسوية سلمية شاملة بين الحكومة والمعارضة الشمالية والجنوبية لأنها ترى ان أي حل لا يستوعب "الحركة الشعبية" سيعزز المواقف الانفصالية للجنوبيين. الى ذلك، اعتبر افورقي ان "تغليب السودانيين الخيار العسكري أدى الى عرقلة الحل السياسي الذي سجل نجاحاً كبيراً" خلال لقاء البشير والميرغني في اسمرا. وقال الرئيس الاريتري في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرته الخرطوم أمس ان النجاح الذي تحقق بين الجانبين "لم يستمر لأن كل طرف بدأ يحاول تسجيل نقاط للتأثير في المفاوضات، مشيراً الى العملية العسكرية التي استردت خلالها الحكومة منطقة همشكوريب وهجوم المعارضة على مدينة كسلا. وزاد ان "المعركة العسكرية كان يمكن ان تؤجل والمعركة السياسية يمكن أن تكون بديلاً". وأعلن انه طالب الميرغني وجون قرنق بتأجيل الخيارات العسكرية لقيادة معركة سياسية داعمة للحل السلمي. وحض الفرقاء السودانيين على "عدم المناورة ومحاولة اللعب بين مبادرة "إيغاد" والمساعي المصرية - الليبية كسباً للوقت" مؤكداً التزام بلاده برامج المبادرتين أو التنسيق بينهما. ونفى افورقي وجود ملفات عالقة بين الخرطوم واسمرا.