استقبل الرئيس المصري حسني مبارك أمس رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني ورئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق. في غضون ذلك حمل مسؤول سوداني كبير على الولاياتالمتحدة وتحدث عن جهات فيها تريد "احداث واقع جديد قد يكون انفصال الجنوب". افادت "وكالة انباء الشرق الاوسط" المصرية ان الرئيس حسني مبارك استقبل في استراحة مطار برج العرب ظهر امس رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي السيد محمد عثمان الميرغني ورئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق، من دون اي توضيح آخر.. واصدر مكتب الميرغني بيانا تلقت "الحياة" في لندن نسخة عنه اوضح ان الزعيمين المعارضين "قدما للرئيس مبارك شرحا وافيا لآخر تطورات الموقف في السودان وعرضا الجهود المبذولة لاحلال السلام، واكدا تمسك التجمع بالحل السياسي الشامل، واهمية دفع مسيرته الى الامام بايجاد منبر موحد للتفاوض حتى لا يتم تجاذب السودان عربيا وافريقيا ما يؤثر سلبا على وحدته". واضاف ان الاثنين "اشادا بالجهود التي يضطلع بها مبارك من اجل حل سياسي شامل للمشكلة". وزاد ان مبارك "ابدى تفهما لما طرح خلال اللقاء، مؤكدا حرصه البالغ على استقرار الاوضاع في السودان، وان القضية السودانية تأتي في مقدمة اولويات السياسة المصرية". وفي بيروت حمل مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام وزير الاعلام السابق الدكتور غازي صلاح الدين بعنف على الدعم الاميركي لحركة التمرد في جنوب السودان، مشيرا الى "تلقي قرنق دعما معلنا قدره 3 ملايين دولار من السلطات الاميركية و10 ملايين أخرى ستصله". واعتبر الخطوة بانها "تأتي في سياق التصعيد، لكنني اؤكد ان المتمردين لم يكسبوا كثيرا في الميدان، فالاوضاع مستقرة وزيارة الرئيس عمر البشير مدينة واو التي يزعم قرنق محاصرتها خير دليل". وشرح "اسباب الدعم الاميركي لقرنق"، موضحا ان "النظام في اميركا مفتوح للضغوط امام اليمين المسيحي المتشدد الذي اظهر دعما للرئيس جورج بوش في الانتخابات. ولذلك فان اليمين يطالب الآن بفوائد دعمه من خلال الضغط على الكونغرس لمحاولة دعم قرنق"، ولاحظ ان "الادارة الاميركية تحاول رسم خط مخالف لكنها لم تستطع". واكد ان "جهات داخل المجتمع الاميركي تسعى حثيثا لاحداث واقع جديد في السودان قد يكون على شكل انفصال وهي ليست بالضرورة رسمية اذ ان الادارة تبدو اكثر واقعية". الى ذلك، عقد رئيس الوزراء السابق رئيس حزب الامة المعارض الصادق المهدي أمس مؤتمراً صحافياً في القاهرة امس، استبعد خلاله إمكان عودته إلى "التجمعش المعارض. وقال ان: "الانضمام الى التجمع مرحلة تجاوزناها وفصائل التجمع ذاتها لديها مواقف مختلفة"، لكنه أكد أن حزبه مستعد للقاء أعضاء حركة قرنق. وأكد المهدي استعداده للقاء قرنق، منفردا أو مع الميرغني، وأن حزبه "لا يرفض اللقاء ما دام يصب في مصلحة رفض العمليات العسكرية".