دعا رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني الوسيطين المصري - والليبي الى مساعدة فصائل المعارضة السودانية والتقريب بين وجهات نظرها خصوصاً في شأن تسمية وفد المعارضة الى اجتماعات اللجنة التحضيرية المعنية بالاعداد لملتقى الحوار بين الحكومة السودانية والمعارضة. وأخفقت المعارضة السودانية في تسمية وفدها نتيجة رفض الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يترأسها العقيد جون قرنق المبادرة المصرية - الليبية. وأدى ذلك الوضع بعد محاولتين لتشكيل الوفد في اجتماعين لهيئة القيادة عقدا في القاهرة وكمبالا، الى عدم تفعيل المبادرة المصرية - الليبية لايجاد حل سياسي للازمة السودانية. والتقى وزير الخارجية المصري عمرو موسى الميرغني امس وقال الاخير ان اللقاء بحث في نتائج زياراته الى اريتريا واوغندا. وعزا ارجاء عودته الى القاهرة الى ما بعد انتهاء زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير الى أسباب صحية. وقال "أرجأت عودتي الى القاهرة بسبب ازمة صحية طارئة". واكد الميرغني تأييد المعارضة السودانية المبادرة المصرية - الليبية، لكنه دعا الى التنسيق مع مبادرة "ايغاد". وأشار الى ان لقاءه مع موسى امس بحث في نتائج التحركات المصرية الليبية للاعداد لملتقى الحوار الوطني السوداني بعد اجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة والمعارضة بغية التوصل الى ارضية مشتركة. وتابع الميرغني: "عندما نصل الى ارضية مشتركة، ونأمل ان يتم ذلك قريباً، فان ذلك من شأنه خلق واقع جديد يسوده الاستقرار والامن والتقدم في السودان ولجيرانه ودول الجوار". وفي شأن امتناعه عن لقاء البشير في القاهرة قال "التجمع لا يتعامل الا من خلال المبادرة المصرية - الليبية، اما بالنسبة لتوقيت عودتي الى مصر فسببه وعكة صحية مفاجئة". وعن تأثير تحسن العلاقات المصرية - السودانية على موقف المعارضة قال: "الخرطوم مسؤولة عن التوتر في الخلافات مع القاهرة بعد محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في اديس ابابا في العام 1995". وفي شأن رفض قرنق المبادرة المصرية - الليبية قال الميرغني ان "قرنق معنا وخلال الاجتماع الاخير توصلنا الى اوراق محددة في موضوع الحل التفاوضي ورؤى التجمع في شأن الحوار السياسي الشامل". وعن خلافه مع زعيم حزب الامة الصادق المهدي قال: "نرفض اي اتفاقات ثنائية. الجميع مقتنع بضرورة المصالحة لكن عبر قناة المبادرة المصرية - الليبية. الى ذلك وصف بيان اصدره تنظيم "مؤتمر البجا" الاجراءات التي اتخذها البشير باعلان حالة الطوارئ وحل البرلمان بأنها "مفتعلة لخداع الشعب السوداني والقوى الاقليمية والدولية". وتابع ان "ما يحدث هو صراع بين اجنحة الجبهة الاسلامية على السلطة لا يحمل في تقديرنا اي مؤشر حقيقي لحل المشاكل الاساسية التي يعاني منها الشعب السوداني".