تفاعلت امس الازمة السودانية بملفيها المتعلقين بالخلافات المحتدمة داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وبقضية السلام والمصالحة الوطنية. وشهدت القاهرة خلال اليومين الماضيين سلسلة اجتماعات في هذا الشأن. كما صدرت من الخرطوم تصريحات في الاطار نفسه، وتبلور من كل هذه التحركات إعلان كل الاطراف المعنية موافقتها الصريحة على التنسيق بين المبادرة الليبية - المصرية وبين مبادرة "إيغاد" للسلام في السودان. راجع ص 5 وكان زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق وصل فجأة الى القاهرة الثلثاء واجتمع مع وزير الخارجية المصري عمرو موسى ثم استقبله الرئيس حسني مبارك امس لمحادثات قال قرنق عقبها عن الخلاف بين الرئيس السوداني رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم وبين الامين العام للحزب الدكتور حسن الترابي: "ان الصراع السياسي الدائر في الخرطوم قد يؤدي الى إطاحة الحكومة وتحقيق المصالحة في نهاية الأمر". وطالب قرنق "بتوحيد المبادرة المصرية ومبادرة ايغاد حتى يكون هناك محفل واحد للمفاوضات" وقال "نحن نقبل المبادرتين ونطالب بتوحيدهما". وفي الخرطوم صرح وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل "إن الحكومة لم تتلق حتى الآن أي طرح من أي جهة للتنسيق او للدمج بين المبادرتين". لكنه اكد عدم اعتراض الحكومة على أي اجراء في هذا الصدد. وكان وزير الخارجية المصري عمرو موسى اجتمع مساء اول من امس على حدة مع كل من رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي السوداني" رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي السيد محمد عثمان الميرغني، والدكتور قرنق الذي يرأس القيادة العسكرية الموحدة في "التجمع". وصرح موسى بأن مصر لا تملنع التنسيق مع مبادرة "إيغاد" التي "لا يوجد تعارض بينها وبين مبادرة "إيغاد"". إلى ذلك، عقدت هيئة قيادة "التجمع" السوداني المعارض اجتماعاً مساء اول من امس في القاهرة برئاسة الميرغني ومشاركة قرنق وأعضاء الامانة التنفيذية. وحذرت في بيان عقب الاجتماع من "دخول الميليشيات العسكرية للجناحين في الحزب الحاكم كطرف في الصراع". وفي الاطار نفسه، قال الرئيس البشير ان من يريد معارضته من قواعد وقيادات حزب المؤتمر الوطني عليه ان يبحث عن حزب آخر. واشار الى ان قرارات السادس من ايار مايو لم تستهدف احداً وانما استهدفت تصحيح مسار الحزب الحاكم. وقال في معرض حديثه لوفد المجلس التشريعي لولاية الجزيرة في وسط السودان "ان المواطن السوداني صبر علي حكومة الانقاذ بصورة غير مسبوقة والوقت حان للالتفات الى قضاياه الملحة". واضاف "ان القرارات الاخيرة ستكون بداية الخروج من الازمة ومعالجة قضايا السودان الاساسية واعادة البناء". واعلن حزب الامة الذي يتزعمه السيد الصادق المهدي امس تأييده الكامل لقرارت البشير الاخيرة. وقال السيد آدم محمود موسى مادبو القيادي البارز في "الامة" ل "الحياة" في الخرطوم امس : "ان قرارات الرئيس السوداني ستعود بالفائدة لمصلحة الوفاق في البلاد".