} قال: أمنكم الحوفزان بن شريك قاتل الملوك، وسالبها أنعمها؟ قالوا: لا. قال: فلستم من ذهل الأكبر سبائك الذهب يا حوفزان ها هم بنو شيبان قد شربوا صقيع الصمت إذ رفعوا شعارات المسيح الليل أوصد كوة الشفق الشحيح وهناك خلف نهارك الأبدي زحف هياكل الموتى على الوطن الكسيح كيف ارتحالك في حمى الرومان حين تكون أقنعة المنايا السود خلفك كالرديف وعلى المضارب خيمة الوطن المسجّى في المدى... تتناوح "النخوات" "يا ذهل" وترجع كالثرى الصادي الى المطر العنيف. هذي يمينك يا أبا الفرسان... صائلة ودونك من دم "الشذاذ" محجمة تقطّع تحت جسر الموت أوردة النزيف كيف التفاتك من رجيم الغيب للوطن المسجل في المطارات البعيدة جسد تعجُّ قبائل الدنيا بساحته وخيمته طريدة أو كلما وليت رحلك شط ماء الروم غرّب وجهك الصيفي يلهث في السراب وتظل في الدنيا تغادر سيفك المكسور من باب لباب ترنو الى الحلم الذي أكلت حشاشته بنو يعقوب كاللحم المذابْ "سالومي" ترقص فرحة الموتى على الشرفات من فرط الشراب وهناك في شرح الشباب وطن يمد الموت أشرعة تعانق سكة الأبد الطليق خنقت نسائمه رياح الصيف حين تلوّن الأفق الصفيق يا حوفزان ها أنت تسرج حافرات الريح في جسد الغياب تهتز في الصهوات بين مضارب الدنيا وأقبية السحاب ترجو المواعيد التي صدأت وخلّف رعدها المأمول رقرقة السراب أو كلما فجعت شهودك دمدمات الرعب تجهل ما تريد؟ ترنو الى الشهداء خلف نوافذ الموتى وتقبع في شبابيك العبيد نفقت خطاوي السلم تحت سنابك الصلف العنيد وبقيت وحدك في الصقيع خلف التماثيل التي شربت كؤوس حليبك الصافي وأهرقت النجيع كيف التجاؤك... حين تفرُّ خيمة "هانئ"1 المغدور في المنفى على الوطن الصريع كيف احتلابك ثأر من قُتلوا بأبقار الربيع يا حوفزان يا سيدي يا سيد الفرسان تقطعت يداي دون سيفك الكسير وناب عن قتالي اللسان ها هم بنو شيبان يحلبون من شياهنا المغير2 ويرقصون في الدمقس والحرير ترهل الطغيان في خيامهم والليل في المصير والثأر في أشعارهم انشودة للحالم الغرير ينبع البحر/ 7/4/2001 * شاعر سوداني مقيم في السعودية. 1 هانئ بن قبيصة الشيباني ثبت يوم ذي قار أمام زحف الفرس ونصب خيمته وقال قولته الشهيرة: والله لا أفر حتى تفر الخيمة. 2 المغير: اللبن الممزوج بالدم.