أول الكلام: من جديد الشاعر اللبناني/ أحمد منصور: - لبنان... يا سفينةً مرامُها النجومْ وكل لوحٍ عافها... مجذافه الرّجوم لبنان... يا حكاية الأجيال والأحزان... مُذْ كان الأجل: مشاعلاً على الدجى والليل في أجفانه ما زال... لم يزل!! لم يكن احتفال لبنان واللبنانيين بإجلاء المستعمر البغيض عن أراضي الجنوب اللبناني، إلا تعبيراً عن إرادة شعب صمَّم على طرد المحتل من أراضيه وتطهيرها من رجسه وأعماله الإرهابية... وتقف المقاومة: تجسيداً حياً وفعالاً لأبعاد الكفاح المسلح، ولتأكيد عزيمة شعب لا يرضى الهوان... فالمقاومة: غسلت من تاريخ لبنان الحديث: عار الحرب الأهلية البشعة التي مزقت الشعب وهددت الوحدة الوطنية اللبنانية... واستطاعت "المقاومة" أن تعيد كتابة التاريخ الجديد للبنان، وأن تدكَّ عنجهية وغرور العدو الصهيوني حين أرغمته على الانسحاب يجرجر أذيال الخيبة، ويترك مع عملائه الخونة لوطنهم: آلياته ودباباته العسكرية! وهذه "التجربة" الثمينة للشعب اللبناني، والغنية بالعظة التي اكتسب منها شعب لبنان حكمة تقول: إن "الطائفية" التي أرادت السيطرة على مقدّرات لبنان: كانت أضعف بكثير من الروح "الوطنية" التي صاغت معاني: المعجزة في تحرير الجنوب بعد احتلال دام أكثر من عشرين عاماً، ومعاني الفداء التي ما زالت أميركا الكوبرا وخلفها العدو الصهيوني يطلقان عليها: إرهاباً... فالذين يقاومون مستعمر أرضهم في عُرْف هؤلاء الأشرار: "إرهابيون"... والذين يواجهون عدوَّ الانسان والحرية فوق أرضهم، يعتبرونهم أيضاً: "إرهابيون"، ولكن... لم تكن المقاومة في الجنوب اللبناني تخاف من تقارير الخارجية الأميركية المنحازة لإرهاب العدو الصهيوني، بل كانت تضرب داخل جنوبها المحتل: عدواً استولى على أرضها ومزارعها، وقتل نساءها وشيوخها، وغيّب شبابها في غياهب سجون كانت اسطبلات للخيول!! وهكذا... كان قدر المقاومة: إما النصر أو الشهادة... ومن استشهد: قدّم دمه وروحه قرباناً لوجه الله عز وجل، ولتحرير الأرض، ولفضح المستعمر. وما زال حزب اللّه: كيان المقاومة اللبنانية في الجنوب: حزباً إرهابياً حسب تقرير الخارجية الاميركية وإعلام العدو الصهيوني... وهو التقرير الشهير والمعروف الذي وزَّعته أميركا عام 2000 خاصاً برصد الإرهاب في العالم... وبالطبع فقد استثنت سيدة القوة الكوبرا: الكيان الصهيوني، مثلما استثنت نفسها، ومعروف: أن أميركا تمارس الإرهاب علناً وببجاحة، أو بمنطق القوة الذي يقول: "أنا... ومِنْ بعدي الطوفان"!! لكن المضحك/ المبكي حقاً: ان أميركا العظمى: سبّبت العنف الذي شهدته ثمالة عام 2000، وأرجعته الى: انهيار المفاوضات والتعاون الأمني ضد الإرهاب بين العدو الصهيوني والسلطة الفلسطينية!! وهكذا يصفق الجبابرة والمتكبرون وغلاة العنف لأنفسهم... أي ان هذه الويلات المتحدة ومعها الكيان الصهيوني: لا يعترفان بجرائمهما ضد الانسان العربي فوق أرضه العربية المحاصرة، والمحتلة!! ورغم تقارير خارجية اميركا، وانتشار الإعلام الصهيوني عالمياً حتى طغى على الإعلام العربي المتواري، ورغم إضفاء صفة الإرهاب على كفاح الشعب ونضاله ومقاومته لمحتل أرضه وقاتل الإنسان فيها... فإن العرب، مثلما سطَّروا نصر العاشر من رمضان، فقد أثبتوا مجدداً قدرتهم على انتزاع النصر، فسطَّروا لوحة شرف أخرى بدحر المحتل الصهيوني وتطهير الجنوب اللبناني... وهذا الانتصار هو الذي فجّر في أرض فلسطينالمحتلة: انتفاضة شعبها التي لن تقدر أميركا ولا العدو الصهيوني على إطفاء نارها... فلا يأس مع الإرادة، ولن نبيع الحرية بالهوان!!