أول الكلام: من آخر قصيدة للشاعر الكويتي/ خالد سعود الزيد - رحمه الله - عن طفل الحجارة: - عفواً ... فلستَ أخيرنا: مقتولا كلا، ولست بأوَّلٍ: مخذولا لن تهدأ الأنفاسُ من أضغانها ودفينها حتى يروك: قتيلا ما القدس إلا دُرَّة بقلادة قد قُتِّلت بيد العِدا تقتيلا!! الاستشهادي/ الفدائي في عمر الزهور: يُفجِّر نفسه ... يضحي بشبابه الغض ... يختصر حياته مؤمناً وهو يندفع: جندياً كالصاعقة برسالة من نار تحرق العدو/ محتل أرضه، وطنه ... وقاتل: والده، أمه، أخوته ... وسارق خيرات حقوله ... يُسمُّونه في الكيان الصهيوني المغتصب لأرض هذا الاستشهادي، ويعتبرونه في التكوينات/ الولايات الأميركية: إرهابياً!! والسفاح/ شارون: بمذابحه اليومية المتواصلة التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني الصامد ... ضد أطفاله، ونسائه، وشيوخه ... ضد مزارعه، ومدارسه، ومستشفياته ... ضد مساجده ومآذنه وكنائسه: يُسمُّونه في الغرب كله: صاحب حق معتدى عليه من هؤلاء "الإرهابيين" الفلسطينيين!! والمنظمات "الفدائية" التي تقاوم محتل الوطن/ الأرض، والتي تحاول أن تثأر للشهداء الذين قتلهم جنود المحتل/ العدو بصواريخ ودبابات وطائرات سيدة القوة، وراعية محادثات السلام بين الفلسطينيين ومحتل أرضهم العدو الصهيوني/ أميركا: هي في اعتبار الصهاينة، ومناصريهم/ أميركا وأوروبا: إرهابيون ... ومطلوب من الختيار/ عرفات، زعيمهم: أن يعتقلهم، ويقتلهم أو يسلمهم لقاتلي وطنهم وأهلهم ... وذلك حتى ينعم الكيان الصهيوني بالسلام المنفرد، كالعزف المنفرد، بينما يواصل هذا الكيان الاستعماري: احتلال الوطن، ومحاصرة شعب فلسطين، وتجويعه، ودكّ بيوته، وتجريف مزارعه، وقَتْل الأطفال ... لأن كل الممارسات في تقييم أميركا وأوروبا: ليست من الإرهاب أبداً!! بمعنى: أن كل عربي ومسلم، هو: الإرهابي ... وحده، فقط، وحتى إشعار آخر حين يمتلك هذا العربي والمسلم: قدراته، وعزيمته، وإيمانه بالكفاح والاستشهاد!! وعندما تصر قناة فضائية تنطق بالعربية على استضافة مسؤول أو صحافي أو إعلامي صهيوني سواء كان: يهودياً أو أميركياً ... فإننا نسمع العجب من أوصاف حاقدة وصديدية تتقيأ بها أصوات وحناجر هؤلاء ضد الاستشهادي الفدائي! نعم ... إن "شعب الله المختار" كما سمَّى نفسه: يخاف من الموت، وفي ديانته أو معتقداته: أنَّ من يموت لن يُبعث، أو لا بعث بعد الموت ... لكن هؤلاء الفلسطينيين المقهورين المحاصرين بالموت: يُعلِّمون الصهاينة قيمة الموت!! ولعل هؤلاء الصهاينة الحاقدين لم يعرفوا قيمة الموت، وقد أعطيناهم مثالاً عليه في حرب العاشر من رمضان!! ولا بد انهم يرتعدون في رمضان، وفي السابع عشر من الشهر الكريم عندما يحتفل المسلمون بغزوة بدر الكبرى ... وكيف حققوا بالإيمان، وبوحدة الصف، وبالاندفاع نحو "الاستشهاد": النصر المؤزر!! ومطلوب من العرب والمسلمين: أن يعطوا المزيد من الدروس و"التعريف" بأبعاد ومعاني الاستشهاد في دوافع الجهاد وتحرير الأوطان ... حتى لو واصل الغرب كله معزوفة: الإرهاب التي خصُّوا بها المسلمين وحدهم!! وسيبقى العرب والمسلمون في تقدير الغرب كله بزعامة سيدة القوة المسلحة/ أميركا ... هم: الإرهابيون، ومن أهم مروِّجي الإرهاب ... بينما يستثنون مؤسستهم الإرهابية العظمى الممثلة بالكيان الصهيوني حتى من تهمة الإرهاب!! الآن ... العالم كله فوق خازوق الإرهاب الذي وظَّفه الكيان الصهيوني/ الشاروني لمطامعه!!