أول الكلام: من ديوانها الجديد كأني لم أكن يوماً، للشاعرة السورية/ سهام الشعشاع: - وكان بأرضنا ما كان مواسم ضعفنا فينا مواسم خوفنا فينا خريف نحن، لا أوراق تحمينا نسير الى مواجعنا كمن يستعذب الآهات وتحرسنا طوابير من الخيبات!!
في حلقات المسلسل الجديد الذي باشرت في عرضه كل من الولاياتالمتحدة وظلها بريطانيا: أعلنت لندن قائمة جديدة بأسماء "المنظمات الإرهابية"، ولم تكن سيدة القوة/ أميركا في حاجة الى اعلان قائمة مماثلة بعد ان صارت تتعامل مع العرب والمسلمين على انهم جميعاً: "ارهابيون" بأسلوب المتهم العربي والمسلم: مُدان حتى تثبت براءته!! بل ان أميركا وظلها بريطانيا: أصدرتا قائمة بأسماء دول مع شعوبها، وسمتاهم: ارهابيين، مثل: سورية، ليبيا، السودان... بينما أغفلتا تماماً: الكيان الأساسي والمتسبب في زرع الإرهاب في المنطقة التي يسمونها: الشرق الأوسط... وجعلت من هذا الكيان/ الصهيوني النشاز الذي زرعته بريطانيا يوم كانت عظمى: هو الكيان الذي يستحق الدعم بالمادة، وبالسلاح، وبالتأييد في المحافل الدولية! والكارثة الأكبر: ان هذه الويلات المتحدة الأميركية وفي ذيلها بريطانيا، ربطتا الإرهاب وحكمهما على الآخرين وتصنيفهم بالإرهابيون: بالدين الإسلامي !! وكأنهما تقولان للعالم كله: ان المسلمين ارهابيون، والمسلمون هم الذين يسقطون شهداء برصاص وأسلحة أميركا وبريطانيا، وهم الذين ما زالوا يُقتلون بمؤامرات ورصاص الإرهابيين الصهاينة!!
ولعل سؤالاً عفوياً يراودنا بهذه الصيغة، ألم يكن الاستعمار نفسه "إرهاباً" يوم احتل، ودمّر، وقتل الأبرياء... ومن هم المستعمرون، ومن هم الذين لم ينج من بطشهم حتى الأسرى في حروب ظالمة غير عادلة ولا متكافئة في السلاح والعدة؟!! وإذا كانت هناك تنظيمات، أو حركات، أو حتى عصابات: ارتدت عباءة الإسلام - كما يحدث في الجزائر - فذلك لا يعني ان المسلمين ارهابيون، بل مثل هؤلاء: نعتبرهم طابوراً خامساً من المندسين العملاء المرتزقة لمن يريدون تشويه صورة الإسلام والمسلمين... أما الذين يقومون بأعمال التفجيرات ضد المصالح والمواقع الأميركية، فإن قناعتهم تشير الى ان أميركا: دولة عدوّة وعدوانية، تُهدد أقطار العرب والمسلمين وتتوعدهم حتى في معاداتهم لعدوهم الصهيوني، وهي تحرّض هذا العدو، وتدفع له الأموال والأسلحة وتقف بجانبه دولياً وتلغي دور مجلس الأمن والأمم المتحدة تماماً في سبيل مصلحة العدو الصهيوني من مصلحة أميركا الكوبرا!!
لقد اعتبرت بريطانيا في قائمتها الإرهابية، منظمات حماس، وفتح، وحزب الله، والجهاد الإسلامي: من الإرهابيين، وهي منظمات تمثل مقاومة الشعب الفلسطيني واللبناني لاحتلال وعنصرية وعسف المحتل الصهيوني لأرضهم، وغضّت بريطانيا الطرف عن التنظيمات والحركات الصهيونية، وصدق "حزب الله" في وصف هذا التصنيف البريطاني بأنه: تقليد مبتذل من النوع الرديء لبيانات وزارة الخارجية الأميركية!! ومن هي الجهة الدولية التي أعطت أميركا وبريطانيا حق اصدار صكوك الغفران للكيان الصهيوني، وحق أحكام الإعدام على العرب والمسلمين ومنظماتهم التي تقاوم مستعمر أرضها في داخل الأرض؟! ان أميركا - التي تمشي بريطانيا ظلاً لها - هي التي تدعم الإرهاب وتسانده وتقف معه ضد الحق والعدل... وهل هناك إرهاب أفظع مما ترتكبه العصابة الصهيونية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وأميركا تقوي شوكتها؟!!