رفض المقاتلون الألبان عرضاً حكومياً بالعفو عنهم في مقابل إلقاء اسلحتهم، فيما طلبت سكوبيا من الغرب مساعدتها في عزل المسلحين وهددت بفرض حال الطوارئ اذا استمر تدهور الوضع الأمني في البلاد. وفي غضون ذلك، اعتبر الرئىس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا ان مشكلة دول البلقان هي في اطماع الألبان التوسعية لاقامة ما سماه "كوسوفو الكبرى". نقلت صحيفة "دنيفنيك" الصادرة في سكوبيا امس عن مصادر "جيش التحرير الوطني" الألباني في مقدونيا رفضهم للعفو الذي وعدت به الحكومة عن المقاتلين في حال القائهم السلاح. وأكدت هذه المصادر ان المقاتلين "لا يقبلون بمثل هذا العرض، لأنهم عندما حملوا السلاح، صمموا على الاحتفاظ به واستخدامه الى ان تلبي الحكومة المقدونية مطالبهم باجراء مفاوضات مباشرة معهم وتحقيق مطالب الشعب الألباني الخاصة بمساواته دستورياً مع المقدونيين". وكان الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي اعلن ان الحكومة مستعدة لاصدار قانون خاص للعفو عن المقاتلين الألبان الذين لم يرتكبوا جرائم، في حال تسليم اسلحتهم والبقاء في مقدونيا او مغادرتها الى مناطق اخرى. وفي غضون ذلك، طلبت الحكومة المقدونية من الدول الغربية بذل المزيد من الجهود الرامية الى عزل المقاتلين الألبان، من خلال تشديد الحراسة على المناطق الحدودية لكوسوفو مع مقدونيا، لمنع تسلل المسلحين وقطع الامدادات العسكرية والغذائىة وغيرها عنهم. ونقل تلفزيون سكوبيا عن مصادر حكومية امس، انها ستكون مضطرة للجوء الى اعلان حال الطوارئ في مقدونيا "اذا استمر تدهور الوضع الأمني وتأثيراته السلبية على امن منطقة البلقان واستقرارها". وواصلت القوات المقدونية قصفها الشديد لقرى "سلوبتشاني" و"ماتييتشي" و"اوتليا" التي ينتشر المقاتلون الألبان فيها، وشن المقاتلون هجومات على المواقع العسكرية الحكومية، باستخدام الاسلحة الرشاشة وبنادق القنص. وقتل جندي مقدوني وأصيب اخران بجروح اثناء مرور عربتهم فوق لغم ارضي في المرتفعات القريبة من قرية تانوشيفتسي القريبة من حدود كوسوفو، التي كانت القوات المقدونية استعادتها من المقاتلين الاسبوع الماضي. ودفع استمرار المواجهات، الى تفاقم محنة السكان في القرى التي تجري فيها، وأفاد ناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في مقدونيا ان محاولات اجلاء المدنيين اخفقت على رغم الترتيبات التي اعدت لذلك مع كل من السلطات المقدونية والمقاتلين الألبان واحضار عشرات الحافلات للعملية. وأوضح ان السبب يعود الى عدم توقف القتال لوقت كاف يسمح للقيام بمثل هذه العملية الانسانية الواسعة. الرئىس اليوغوسلافي ومن جهة اخرى، وصف الرئىس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا الحركة المسلحة الألبانية في مقدونيا بأنها "ليست قضية حقوق تخص اقلية، وانما تتعلق بهدف الاستيلاء على اكبر قدر ممكن من الاراضي، من خلال نزاع يسعى الى تغيير الحدود الدولية من اجل تكوين دولة سواء سميت البانيا او كوسوفو الكبرى". وأشار في تصريح اثناء وجوده في رومانيا الى ان "هناك دولاً كثيرة اصبحت رهينة للألبان". وحمّل قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو جزءاً من مسؤولية التحركات الألبانية المسلحة في المنطقة لأنها "لا تؤدي مهمتها كما يجب في حراسة الحدود بين كوسوفو من جهة ومقدونيا وصربيا من جهة اخرى". وقال: "نحن بحاجة الى اجراءات ملموسة للتخلص من التطرف والعنف في كوسوفو". وعلى صعيد آخر، انهت القوات العسكرية اليوغوسلافية انتشارها في كل المنطقة العازلة من الاراضي الصربية المحيطة باقليم كوسوفو والتي كانت محرمة عليها منذ انتهاء الغارات الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي على كوسوفو ووضع الاقليم تحت الاشراف الدولي قبل عامين. وتم هذا الانتشار تنفيذاً لاتفاق اشرف عليه الحلف الاطلسي وأفضى الى انهاء وجود "جيش تحرير بريشيفو و وبويانوفاتس وميديفيجا" الذي كان يتحرك بعملياته الهجومية من المنطقة العازلة الى جنوب صربيا خلال الاشهر 16 الماضية. وجاء ذلك في مقابل اصدار عفو عام عن مقاتليه ومنح ألبان المنطقة مزيداً من المشاركة في ادارة شؤون جنوب صربيا وتكوين قوة شرطة تضمهم الى جانب الصرب. ويرى المراقبون ان انتشار القوات اليوغوسلافية في المنطقة العازلة، حقق اموراً امنية مهمة، بينها انهاء عمليات المسلحين الألبان جنوب صربيا وتشديد الحصار على المقاتلين الألبان في مقدونيا.