يزور الرئيس السوري بشار الأسد فرنسا في 25 الجاري، وبدأت الجماعات اليهودية حملة إعلانية ضده، انطلاقاً من تشبيهه معاملة اسرائيل للفلسطينيين بالأساليب النازية. ونظراً الى الصراع الدائر بين الرئيس جاك شيراك ورئيس وزرائه ليونيل جوسبان، فإن الطرفين غير مستعدين لاستعداء اللوبي اليهودي، لذا ينصحان الرئيس السوري ب"تصحيح تصريحاته" اذا كان يريد لزيارته النجاح. وستسعى باريس خلال الزيارة الى التحقق من مدى جدية الأسد في نهجه الاصلاحي، وستحضه على عدم التصعيد في جنوبلبنان. تستعد فرنسا لاستقبال الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء في زيارة رسمية، هي الاولى من نوعها تلبية لدعوة من الرئيس جاك شيراك، من 25 الى 27 حزيران يونيو الجاري. ويرافق الأسد الى باريس نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع ووزير النقل مكرم عبيد ووزير التعليم العالي حسان ريشه ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد العمادي. وبدأت مجموعات يهودية حملة اعلامية احتجاجاً على ما قاله الأسد خلال زيارة البابا سورية، وخلال زيارته مدريد ان اسرائيل تعامل الفلسطينيين بالطريقة النازية. واعتبرت مصادر فرنسية ان هذه التصريحات اساءت الى صورة الأسد قبيل زيارته فرنسا، وينبغي تصحيحها سريعاً، وان فرنسا وجهت رسائل عدة الى دمشق ناصحة بتصحيح اقوال الرئيس السوري. ولاحظت انه عندما صرّح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا ريفاسو ان ما قاله الأسد غير مناسب، استدعي السفير الفرنسي في دمشق شارل هنري داراغون الى وزارة الخارجية السورية حيث اجتمع مع الوزير الشرع ومساعدته للشؤون الاوروبية، وأبلغ السفير الجانب السوري ان على دمشق "مساعدتنا لكي نساعدها". وقالت المصادر ان الجانب الفرنسي يتوقع من الرئيس السوري الادلاء بتصريحات الى الاعلام الفرنسي قبل زيارته، يصحّح ما قاله عن اليهود، تجنباً لتصعيد الجماعات المناهضة لهذه الزيارة. واوضحت انه في اطار التعايش الصعب في فرنسا بين شيراك الديغولي ورئيس حكومته ليونيل جوسبان الاشتراكي، فإن كليهما يسعى الى تجنيب نفسه استياء اللوبي اليهودي المؤثر في انتخابات الرئاسة المقبلة. واشارت اوساط رئيس الحكومة الى ان جوسبان سيستقبل الأسد ويقيم مأدبة غداء على شرفه، وانه سيبدي له استعداده لمواكبة خطواته الهادفة الى تحديث سورية. لكنها شددت على ان شيراك هو الذي بادر الى دعوة الأسد، وليس جوسبان، تحسباً لأي تظاهرات مناهضة. وقالت مصادر فرنسية اخرى مطلعة ان الخيار الذي اعتمده شيراك منذ استقباله الرئيس الراحل حافظ الأسد، هو الحؤول دون عزل سورية، لأنها طرف مهم ولديها دور تلعبه، ولديها في الوقت نفسه قدرة كبيرة على الايذاء، وأسوأ ما يمكن ان يحصل ان تنغلق على نفسها. واضافت ان فرنسا تراهن على ارادة الانفتاح والتحديث واعادة سورية الى المجتمع الدولي، التي يبديها الرئيس الجديد. وتابعت انه اذا كان هذا بالفعل مشروع سورية، فإن فرنسا قادرة على مساعدتها، لكنها تساءلت: هل هذا هو مشروعها؟ وزادت ان هذه المسألة ستكون من ابرز مواضيع الزيارة، وستسعى فرنسا للتحقق من النيات السورية والاطلاع على افكار الأسد على المديين المتوسط والطويل، في ما يتعلق بتطور الوضع الداخلي والليبرالية وتحديث الاقتصاد وتطور العلاقات السورية واللبنانية. واشارت الى ان فرنسا قلقة حيال عدم تطور السياسة السورية في لبنان، خصوصاً ان الأسد الذي اوحى بأنه يرغب بدفع الامور الى امام، يبدو حالياً في موقف منكفئ. وبالنسبة الى المسائل الاقليمية قالت الاوساط ان الأسد ابدى باستمرار استعداده للمضي في نهج السلام والتفاوض مع اسرائيل، على رغم الفشل في السنوات السابقة.