أعربت مقدونيا عن استيائها الشديد من عقد "المؤتمر العالمي لوحدة الألبان في دولة واحدة" في مدينة بريزرين جنوب كوسوفو المحاذية للحدود مع مقدونيا. ووصفت اهدافه بأنها تمثل تحدياً لجهود المجتمع الدولي في الحفاظ على استقرار دول منطقة البلقان. وأفاد الناطق باسم الحكومة المقدونية غيورغي تريندافيلوف، ان متابعة لما جرى في هذا المؤتمر، سواء ما يتعلق بالأشخاص الذين شاركوا فيه او مقرراته "توضح بجلاء انه تشجيع لمزيد من الحركات المسلحة في دول المنطقة على تحقيق هدف ألبانيا الكبرى". وقال: "لا نستطيع ان نجد سبباً مقنعاً لسماح المجتمع الدولي الذي يشرف امنياً وادارياً على كوسوفو، بعقد هذا المؤتمر في الاقليم وأمام أعين المسؤولين الدوليين فيه". وأضاف تريندافيلوف: "ان الذين حضروا المؤتمر لم يخفوا مشاعرهم بأن كوسوفو اصبحت دولة مستقلة، وينبغي الآن توجيه العمل نحو المناطق الالبانية المجاورة لالحاقها بها". ودعا الناطق المجتمع الدولي الى ان يكون "واضحاً وجدياً في مواقفه، ومتجنباً للتناقضات التي تثير المشكلات امام عملية السلام في المنطقة". ومن جهة اخرى، شهدت مدينة تيتوفو ذات الغالبية من السكان الالبان في شمال غربي مقدونيا، قتالاً عنيفاً بين القوات الحكومية وجماعات مسلحة البانية، شمل وسط المدينة وضواحيها. واستخدمت فيه الاسلحة الرشاشة ومدافع الهاون. ونقلت صحيفة "فيتشر" الصادرة في سكوبيا امس، عن مصادر حكومية، ان الوضع في مقدونيا اصبح على شفا حرب جديدة "نتيجة استمرار العمليات المسلحة للارهابيين الألبان في منطقة تيتوفو وانتشار المسلحين في اماكن اخرى بينها بلدة اراتشينوفو القريبة من سكوبيا والتي شوهد فيها نحو مئة مسلح يتحركون في مجموعات داخل احيائها، ما يشكل خطراً على أمن العاصمة المقدونية نفسها". ويذكر ان التنظيم العسكري الألباني الجديد "الجيش القومي الالباني" اعلن عن اصرار المتشددين الالبان على مواصلة القتال، انطلاقاً من تفسيرهم بأن ما حصل عليه الألبان في مقدونيا من حقوق لا يرقى الى الحد الأدنى مما يطالبون به. وكان البرلمان المقدوني وافق على التعديلات الدستورية التي توفر مزيداً من الحقوق القومية والسياسية للأقلية الالبانية 25 في المئة من مجموع السكان لكن ذلك لم يسفر عن تطبيع للأوضاع، خصوصاً ان السلطات المقدونية ليست قادرة على العمل في المناطق التي سيطر عليها المقاتلون الألبان كما ان النازحين المقدونيين لم يتمكنوا من العودة الى ديارهم في المناطق التي يشكل الالبان فيها غالبية السكان.