ساد هدوء نسبي مناطق المواجهات شمال مقدونيا، فيما تزايد عدد النازحين من القرى التي يسيطر المقاتلون عليها، تحسباً لاستئناف قصف القوات الصربية. وتزامن ذلك مع نشاط مكثف لجهود الوساطة الأوروبية والأميركية الهادفة الى تحويل وقف النار الراهن الى هدنة دائمة متفق عليها، توفر مجال إيجاد حل للأزمة بين المقدونيين والألبان. وذكر تلفزيون سكوبيا أمس، ان سفراء فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، واصلوا لقاءاتهم مع الأطراف المعنيين بالأزمة المقدونية وأنهم "حققوا بعض التقدم الايجابي في اتجاه اخلاء القرى الشمالية من الارهابيين، والبحث عن حل سياسي لإنهاء التمرد الارهابي في البلاد". وأضاف، ان رئىس بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في بريشتينا روبرت فروديك، التقى قائد "فيلق حماية كوسوفو" الجنرال اغيم تشيكو ودعاه الى ممارسة صلاحياته على افراد الفيلق الذي يقوده "ومنعهم من اي تعاون مع الذين يهددون الديموقراطية في كوسوفو والاستقرار في البلقان". وأكد فروديك على ان آخر موعد للمقاتلين في مقدونيا لإلقاء سلاحهم هو الأحد يوم غد وفي جنوب صربيا الخميس المقبلين. من جهة اخرى، واصلت محطات التلفزيون في سكوبيا، بث الصوَر والتقارير عن مغادرة المدنيين للقرى الألبانية. وأشارت الى ان اكثر من 1500 نازح تم توفير المأوى الموقت لهم في منطقة كومانوفو شمال - قرب اماكن المواجهات، بينما نقل نحو 500 آخرين الى ضواحي سكوبيا "بفضل استمرار وقف النار الذي اعتمدته السلطات المقدونية". وأفادت منظمات الاغاثة الدولية في كوسوفو ان نحو 4000 ألباني وصلوا جنوب الاقليم من شمال مقدونيا، وجرى تسجيل اسمائهم في لوائح اللاجئين وسيتلقون المساعدات الانسانية المختلفة، حتى يكون في الامكان اعادتهم الى ديارهم. وأعرب اللاجئون في تصريحاتهم للصحافيين عن مخاوفهم من احتمال شن القوات الحكومية هجمات جديدة على قراهم "التي دمّر القصف غالبية منازلها". الى ذلك، واصل السياسيون الألبان تحذيرهم بأنهم سينسحبون من الحكومة الائتلافية، اذا قررت الحكومة اللجوء الى خيار الحسم بالقوة مع المقاتلين. وأكد رئيس "الحزب الديموقراطي الألباني" اربن جعفيري على ان انفراج الازمة العسكرية الراهنة في مقدونيا يتوقف على استعداد الحكومة لإجراء مفاوضات، مباشرة او عن طريق طرف ثالث، مع قادة "جيش التحرير الوطني" الألباني. وأوضح ان حزبه اتخذ قراراً بسحب وزرائه الثلاثة في الحكومة الائتلافية "اذا استأنف الجيش المقدوني قصف القرى الألبانية".