وسّع المقاتلون الألبان مناطق عملياتهم الهجومية غرب مقدونيا، وازدادت المخاوف من دخول المعارك مدناً رئيسية بينها العاصمة سكوبيا، فيما اخفقت كل مساعي الحل السلمي للأزمة البلقانية الجديدة. وأعلنت الحكومة المقدونية ان المقاتلين الألبان هاجموا مركزاً للشرطة في بلدة زاياس الألبانية 60 كيلومتراً جنوب تيتوفو بعدما كانوا أعلنوا انهم "سيشعلون النار" في مدن كبرى من ضمنها العاصمة سكوبيا، التي يشكل الألبان نحو ثلث سكانها "ما لم تستجب الحكومة، مطالبهم بالحصول على حقوقهم المشروعة، في شكل متساوٍ مع ما يتمتع به الشعب السلافي المقدوني". ومعلوم ان هذه المساواة تعني تحويل مقدونيا نظاماً اتحادياً للشعبين الألباني والمقدوني، لكن الحكومة ترفض ذلك لأنها ترى فيه "أهدافاً انفصالية". وقال رئيس الحكومة المقدونية ليوبتشو غيورغيفسكي أمس ان القوات المقدونية "تسعى بكل ما في وسعها لإنهاء الحركة المسلحة الألبانية". وتواصلت المعارك في مدينة تيتوفو أمس، واستخدمت القوات الحكومية قذائف الهاون والصواريخ في قصف مواقع "جيش التحرير الوطني" لألبان مقدونيا في المرتفعات المطلة على المدينة ما أدى الى اشعال حرائق كبيرة فيها، ورد المقاتلون الألبان بنيران الرشاشات الثقيلة التي سقط رصاصها داخل تيتوفو وضواحيها. وسقطت مروحية عسكرية تابعة للجيش المقدوني قرب تيتوفو وقتل أحد العسكريين الذين كانوا على متنها وجرح 3 آخرون. وذكر المقاتلون الألبان ان نيرانهم أسقطتها. وتواصلت الاشتباكات أيضاً شمال مقدونيا، وعجزت القوات المقدونية عن اقتحام معاقل المقاتلين الألبان الحصينة في جبال وغابات المنطقة. وأودت هذه المعارك الى تزايد عدد النازحين من السكان، خصوصاً من غير الألبان، خارج هذه المناطق، ما اعتبرته منظمات الاغاثة المحلية والدولية في سكوبيا مشكلة انسانية جديدة. وإثر الهجوم الذي تعرضت له الكتيبة الألمانية الموجودة في تيتوفو أول من أمس، والتي تتولى توفير الامدادات لجنود حفظ السلام كفور في كوسوفو، أجلت المانيا نحو 400 من جنودها الى ثكنة جديدة في منطقة شرق تيتوفو. وكان مجلس الأمن دان أول من أمس "عنف المتطرفين" الذي يمتد الى البلدات الحدودية في مقدونيا "ويهدد الاستقرار والأمن في منطقة البلقان بأكملها". لكن بيان المجلس لم يشر الى هوية المقاتلين الذين تقول السلطات المقدونية ان 400 منهم جاؤوا من "جيش تحرير كوسوفو". الى ذلك، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون ان قوات حفظ السلام كفور اتخذت اجراءات لوقف تدفق الامدادات عبر الحدود الطويلة بين مقدونيا وكوسوفو. وفي سكوبيا، واصل البرلمان المقدوني أمس، ولليوم الثاني، مناقشة الوضع "الصعب" الذي تمر به البلاد. وأعلن رئيس البرلمان ستويان اندوف، ان هذه الجلسات مغلقة، بسبب خطورة المشكلة لكن معلومات تسربت ذكرت ان غالبية النواب يميلون الى فرض حال الطوارئ في عموم مقدونياً. كوسوفو ودان رئيس الادارة المدنية في كوسوفو هانس هاكيروب اعمال العنف التي يقوم بها الالبان في الاقليم والمنطقة الواقعة حوله. وأكد في كلمة أمام مجلس الأمن "ضرورة أن تغيّر الأممالمتحدة سياستها وتشجع الصرب المحليين على المشاركة في الحياة السياسية في اقليم كوسوفو المضطرب". وبالنسبة الى السلطات في بلغراد، قال: "ينبغي لها ألا تكتفي بقول الاشياء الصحيحة وانما ينبغي أيضاً ان تفعل الأمور الصحيحة، وأن يصوغ سياسة جديدة لها حيال كوسوفو، لأنها على رغم الاشارات الايجابية التي ترسلها، لم تتخذ خطوات ملموسة كافية".