جدد الاتحاد الأوروبي جهوده الرامية الى وقف تدهور الأوضاع العسكرية والسياسية في مقدونيا، فيما واصلت القوات الحكومية هجماتها على المقاتلين الألبان وسط تزايد القلق على مصير سكان القرى التي تدور المواجهات فيها. وأجرى منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا امس، لقاءات مع الجانبين المقدوني والألباني اللذين يشكلان الحكومة الائتلافية المعرضة للانهيار بسبب تفاقم الخلافات بين طرفيها نتيجة مواقفهما المتباينة من الحركة المسلحة الألبانية والعمليات العسكرية الجارية ضد معاقلها. وأكد سولانا في تصريحاته الصحافية في سكوبيا ضرورة التفاهم والحوار بين العرقين المقدوني والألباني لإنهاء الأزمة القائمة في البلاد والالتزام الكامل باتفاق تشكيل "حكومة الوحدة الوطنية" التي تم التوصل إليه قبل نحو اسبوعين. وأشار الى أنه عرض على الطرفين المقدوني والألباني خطة جديدة تدعم الاتفاق السابق، وتسهم في إنهاء الحركة المسلحة، وهدد بفرض عقوبات دولية على الجانب الذي ينتهك الاتفاق. وكان قيام زعيمي الحزبين الألبانيين المشاركين في الائتلاف الحكومي: اربن جعفيري الديموقراطي وايمير اميري الرفاه بعقد اتفاق مع قائد "جيش التحرير الوطني" الألباني علي أحمدي، فجّر أزمة سياسية مع الأحزاب الائتلافية المقدونية، ما زاد من المخاوف من انهيار الحكومة التي تشكلت بضغوط غربية والذي قد يؤدي الى اندلاع حرب أهلية في مقدونيا. وتزامنت زيارة سولانا مع استمرار قصف القوات الحكومية لمواقع المقاتلين الألبان شمال مقدونيا والذي تركز على قرى ماتييتشي وأوتليا وسلوبتشاني القريبة من مدينة كومانوفو التي تبعد 40 كلم عن شمال شرقي العاصمة سكوبيا. وكانت القوات المقدونية، تمكنت الأسبوع الماضي من إخراج المقاتلين الألبان من قريتي فاكسينتسي ولوياني اللتين كانتا تشكلان معقلين رئيسيين لهم بمحاذاة المنطقة الحدودية مع كوسوفو وجنوب صربيا التي تعتبر مصدراً مهماً لإمداداتهم العسكرية والتموينية. ويبدي المقاتلون الألبان صموداً شديداً في منع تقدم القوات المقدونية نحو معاقلهم من خلال نيران الأسلحة الرشاشة وقذائف مدافع الهاون التي يطلقونها من مواقعهم الحصينة في الجبال والغابات والتي سقط عدد منها في ضواحي مدينة كومانوفو التي هي مركز العمليات العسكرية الشمالية للحكومة المقدونية. وأدى تصاعد القتال الى زيادة معاناة سكان القرى التي يدور فيها، والذين اضطر الكثير منهم للفرار، بينما يتزايد القلق على مصير الآلاف الآخرين الذين اتخذوا مخابئ لهم تحت أرض منازلهم المدمرة، وهم يعانون شح الغذاء والماء والدواء وتفشي الأمراض. وبحسب المعلومات التي أعلنتها منظمات الإغاثة، فإن حوالى 6 آلاف نازح سجلوا اسماءهم في داخل مقدونيا، إضافة الى 8 آلاف آخرين عبروا الحدود الى كوسوفو وجنوب صربيا. وأكدت منظمات الإغاثة في المنطقة انها تواجه مشكلة كبيرة بسبب الزيادة المتواصلة في تدفق النازحين والتي بلغت خلال الساعات ال24 الأخيرة اكثر من 2500 شخص معظمهم من النساء والأطفال والمسنين الذين يعانون الإرهاق والمشكلات الصحية والنفسية.