استأنفت القوات المقدونية هجماتها المكثفة على قرى يتحصن فيها المقاتلون الألبان، ما زاد من قلق منظمات حقوق الانسان على المدنيين المحاصرين فيها، في حين ألمح رئيس الحكومة المقدونية ليوبكو جورجيفسكي الى احتمال تعديل الدستور في محاولة لتهدئة الألبانيين. وكثفت القوات العسكرية المقدونية هجومها الجوي والبري على قرية ماتييتشي في محاولة لاخراج المقاتلين الألبان من مواقعهم الحصينة فيها. واضطرت إلى التزام مواقعها في البيوت الواقعة في ضواحي القرية، نتيجة مقاومة المقاتلين. وواصلت قصف القرى التي يسيطر المقاتلون عليها، مركزة على قريتي اوتليا وسلوبتشاني القريبتين من ماتييتشي. وأعلن الناطق باسم الجيش المقدوني الكولونيل بلاغوييا ماركوفسكي ان استفزازات حصلت ليل أول من أمس، فردت قواته على اطلاق النار هذا ونجحت في إعادة الهدوء. وتتركز المعارك بين الجيش المقدوني ومقاتلي جيش التحرير الوطني لألبان مقدونيا منذ ايام في محيط ماتييتشي، القرية التي يحتل جيش التحرير قسماً منها، وتتعرض يومياً لقصف من الدبابات والمدفعية. معاناة المدنيين ودعت السلطات، مرة جديدة، المدنيين خلال الأيام الاخيرة إلى النزوح من منطقة المعارك، خصوصاً من ليبكوفو، مقر قيادة جيش التحرير الوطني. وتحولت ليبكوفو التي لم يستهدفها القصف قبلاً، ملجأ لما بين ثمانية آلاف شخص و15 ألفاً يعيشون فيها منذ أسابيع في ظروف مأسوية. وأعرب ممثلو منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الانسان، عن قلقهم العميق حيال محنة المدنيين المحاصرين في القرى التي تدور المعارك فيها. وقال الناطق باسمها بيتر بوكارت: "في مدينة كومانوفو، يعتقل الرجال ويقتادون الى مراكز الشرطة حيث يتعرضون لضرب شديد". واخفقت المنظمات الانسانية التي أعدت عشرات الحافلات، في إجلاء آلاف المدنيين المحاصرين في القرى بسبب عنف الاشتباكات. من جهة اخرى، أعلن القيادي في "حزب الرفاه الألباني" ناصر زبيري، ان حزبه و"الحزب الديموقراطي الألباني" بقيادة اربن جعفيري، لا يزالان يعتبران أن اتفاقهما مع قائد المقاتلين علي أحمدي "يخدم انهاء الحرب سلماً والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة المقدونية". وأشار الى أن الحزبين أوضحا ذلك لمنسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وأنهما "سيواصلان حل المشكلات القائمة في مقدونيا، بموجب بنود هذا الاتفاق التي تحافظ على الوحدة المقدونية وتستجيب في الوقت نفسه مطالب الألبان". وكان الحزبان الألبانيان المشاركان في الحكومة الائتلافية وقعا إلغاء الاتفاق بسبب الضغوط الدولية على قادتهم أثناء وجود سولانا في سكوبيا. تعديل الدستور وفي هذا الصدد، أعلن رئيس الحكومة المقدونية ليوبكو جورجيفسكي، أول من أمس، "تعديلاً محتملاً" للدستور المقدوني خلال الاشهر المقبلة، وهو أحد المطالب الرئيسية للاقلية الالبانية. وقال في كلمة متلفزة: "من المحتمل أن نتخلى عن مقدمة الدستور او إعلان وضع دستور جديد. من المحتمل جداً أن نعلن ايضاً لغة ثانية رسمية". ويشار الى ان تعديل الدستور لاعطاء الاقلية الالبانية في مقدونيا وضع الشعب المؤسس، مثل المقدونيين، هو احد المطالب الالبانية الرئيسية. وتنص مقدمة الدستور الذي وضع عام 1991 على أن مقدونيا هي "دولة أمة الشعب المقدوني" تؤمن في المقابل بالمساواة في الحقوق للاقليات التي تعيش في البلاد. ويطالب ايضاً الالبان الذين يمثلون نحو ثلث السكان البالغ عددهم مليون نسمة في مقدونيا، بأن تكون لغتهم لغة رسمية. وفي العاصمة الليتوانية فيلنوس رويترز، دان الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون المقاتلين الالبان، ووصفهم ب"المجرمين". وناشد في حديث امام المجلس البرلماني للحلف، الأوروبيين تحسين استثمارات الدفاع للحفاظ على القوات اللازمة للقيام بعمليات فاعلة مثل تلك التي تمت في البلقان، في الماضي.