جرت امس، استعدادات برلمانية وحزبية لتولي حكومة ائتلافية موسعة السلطة في مقدونيا، في حين ساد الهدوء جبهات القتال شمال البلاد وتجددت المواجهات في جنوب صربيا بين القوات اليوغوسلافية والمقاتلين الألبان. ونفى المسلحون الألبان شمال مقدونيا ما أُعلن في سكوبيا، عن انهم فقدوا 30 مقاتلاً جراء قصف مدفعي وعمليات عسكرية شنها الجيش المقدوني عليهم. ونقلت محطات تلفزيونية في سكوبيا امس، عن عضو قيادة "جيش التحرير الوطني" الألباني المدعو "خوجة"، ان تلك الانباء غير صحيحة. وقال: "لم يصب احد منا حتى بخدش، وذلك على رغم ما لديهم الجيش المقدوني من اسلحة ثقيلة، فإنهم لم يتمكنوا حتى من الاقتراب من مواقعنا". وأضاف خوجة: "نحن لا نعطيهم الفرصة التي تجعلهم يكبدوننا هذا العدد الكبير من الخسائر". وأوضح ان "جيش التحرير الوطني المسلح ببنادق آلية وكلاشنيكوف ومدافع مورتر خفيفة، لم يفقد سوى مقاتلاً واحداً منذ اربعة ايام". وأردف "روحنا المعنوية عالية للغاية، وكل ما ينقصنا هو الطائرات المروحية والدبابات". وكان القائد الألباني يرد على ما اعلنه الناطق باسم الجيش المقدوني العقيد بلاغوي ماركوفيتش من ان "30 متمرداً قتلوا في عملية كبيرة شاركت فيها دبابات ومدفعية ومروحيات قتالية على قريتي فاكسينتسي وسلوبتشاني". وكانت ثلاث دبابات سوفياتية الصنع من طراز "ت55" شوهدت تتحرك في منطقة الاشتباكات، وساد الاعتقاد لدى المراقبين انها ضمن مجموعة اسلحة قدمتها بلغراد الى الحكومة المقدونية بعد زيارة رئىس الحكومة الصربية زوران جينجيتش لسكوبيا ولقائه كبار المسؤولين في الحكومة المقدونية واتفاقه معهم على التنسيق العسكري بين الطرفين لمواجهة "الارهابيين" الألبان في شمال مقدونياوجنوب صربيا". وعلى رغم مناشدة الحكومة المقدونية السكان مغادرة قراهم الواقعة في مناطق الاشتباكات واللجوء الى اماكن آمنة، فضل المدنيون بغالبيتهم البقاء في الملاجئ المصنوعة من اكياس الرمل والعيش على كميات قليلة من الطعام، على المغادرة. وقال عاملون في منظمات اغاثة دخلوا عدداً من القرى التي قصفها الجيش المقدوني ان "الحياة قاسية" في تلك المناطق "لأن القتال يحول دون وصول المساعدات الغذائية لسكانها المدنيين". وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان حوالى عشرة آلاف ألباني، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، فرّوا من مناطق الاشتباكات بين الجيش المقدوني والمقاتلين الألبان الى كوسوفو، منذ تجدد المعارك قبل اسبوع. على صعيد آخر، جرت امس استعدادات برلمانية في سكوبيا لتولي حكومة مقدونية ائتلافية موسعة السلطة، تضم 13 وزيراً من 3 أحزاب مقدونية و5 وزراء من حزبين ألبانيين. وتمثل هذه الحكومة وحدة وطنية، من اجل السعي الى تخفيف حدة التوتر في مقدونيا وتمهيد الطريق امام تسوية سياسية للأزمة القائمة بين المقدونيين والألبان، وإعادة الاستقرار الى البلاد. ومن جهة اخرى، اعلن الناطق باسم الجيش اليوغوسلافي في جنوب صربيا العقيد فيليزار يوفانوفيتش، ان منطقة بريشيفو أقصى جنوب صربيا المحاذي للحدود مع شمال مقدونيا شهدت هجمات "شنها المتطرفون الألبان على القوات اليوغوسلافية". وأضاف: "ان الهدوء عاد، لكن التوتر ظل مستمراً". وأشار الى ان مقاتلي "جيش تحرير بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا" كانوا "اطلقوا قبل ذلك اكثر من مئة قذيفة هاون من عيار 82 ملم على مواقع للقوات اليوغوسلافية في قرية اوراوفيتشا وغيرها من القرى الواقعة شمال مدينة بريشيوفو".