أعلن قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع أن "مقومات أي مفاوضة معه غير موجودة ما دمت في السجن". واعتبر أن كل التحركات التي يقوم بها رئيس الهيئة الادارية في حزب "القوات" فؤاد مالك "خارج ثوابت القوات". وقال جعجع، في كلام نقلته عنه "هيئة المحامين في القوات اللبنانية" في بيان أمس، أنه "منفتح على الحوار والتعاون مع الجميع من دون ان يشكل اعتقاله عقبة في هذا الموضوع. أنا مستعد أن أنسى السنوات السبع في السجن، وأن أنسى أن احداً ما وضعني في السجن، وكأني في 20 نيسان ابريل 1994 عشية توقيفه. وهذا كلام جدي لا مزاح فيه". وقالت مصادر مطلعة على خلفيات موقف جعجع ل"الحياة" ان اعلانه عدم استعداده للتفاوض في السجن، رد على محاولات بذلها معه مسؤولون قواتيون سابقون، بينهم أمنيون، دعوه الى تغيير في توجهات القوات السياسية في شكل يسمح باخراجه من السجن. وأضاف جعجع في كلامه الذي نقله عنه محامو "القوات": "لكن أن يطلب مني أن اخضع لشروط من اجل نيل حقي الطبيعي والمكتسب بالخروج من السجن، فهذا امر ارفضه قطعاً. انا لا اساوم على المبادئ من اجل خروجي من السجن. فالحياة بالنسبة اليّ ليست عيشاً عادياً، بل هي ان اقول ما اريد قوله، وما انا مقتنع به. لا اقبل ان توضع علي شروط وأنا في السجن". وكرر أنه "معتقل بسبب اقتناعاتي وقائد للقوات، لا بصفتي الشخصية ولو كنت افتش عن منصب او موقع او راحة لما ارتضيت الحبس". ونقل البيان عنه: "بطلع على البيت وهونيك احكي. هون ما حدا يحكي معي شي في هذا الخصوص وأكثر ما استطيع قوله وأنا في السجن هو: عفا الله عما مضى". وربط جعجع "اعادة النظر في أي من الثوابت بشروط موضوعية منها خروج من هم في السجن وعودة القوات الى ممارسة دورها في الحياة السياسية ورجوع من هم في الخارج... ليتم التشاور مع الرفاق في مؤتمر عام". وقال البيان إن جعجع طلب إبلاغ فؤاد مالك رسالة مفادها أن "تحركه يهدف الى الانقلاب على فكر القوات وشقها، وانها اذا لم تعد تتناسب مع اقتناعاته فما عليه سوى أن يعلن ذلك ويترك القوات ويؤسس حزباً". ورأى ان لبنان "بلد تعددي لا يحكم بمنطق الاقلية والاكثرية بل بالتوافق...". وأكد ان "العلاج هو في تطبيق اتفاق الطائف من دون انتقائية".